ما قبل التاريخ يشير إلى الفترة التي سبقت ظهور الكتابة والتدوين الرسمي للأحداث البشرية، وهي فترة شديدة الأهمية لتاريخ الحضارة الإنسانية. تبدأ هذه الحقبة تقريبًا منذ حوالي 2,5 مليون سنة مع بداية وجود الإنسان المبكر (الهومو سابيانز) وحتى عصرها الأخير، عصر الحجر الحديث العلوي، والذي يقدر بـ 11 ألف عام مضت. إنها مرحلة غنية بالأسرار والألغاز حول كيف تطورت الحياة على الأرض وكيف بدأ البشر يسكنون العالم ويتفاعلون معه.

خلال هذا الوقت، مرّ النوع البشري بتحول هائل بدءًا من المشي المستقيم حتى استخدام الأدوات المعقدة وبناء الثقافات الاجتماعية المتنوعة. يُعتبر العصر الحجري القديم الأوسط نقطة تحول مهمة عندما تعلم الأفراد كيفية صنع أدوات أكثر تعقيداً واستخدام النار بشكل فعَّال. وفي وقت لاحق، شهد العصر الحجري الحديث انتشار زراعة المحاصيل وتدجين الحيوانات مما أحدث ثورة ثقافية واقتصادية كبيرة.

تمكن علماء الآثار من إعادة بناء بعض تفاصيل حياة الناس خلال تلك الفترات القديمة باستخدام التحف الحجرية والفخاريات وغيرها من الأشياء اليومية التي تركوها خلفهم. كما ساعدتنا الدراسات الجينية في فهم تاريخ الهجرات البشرية عبر القارات المختلفة. إن دراسة ما قبل التاريخ ليست مجرد نظرة للماضي؛ بل هي مفتاح لفهم حاضرنا ومستقبلنا أيضاً. فهي توضح لنا كيف بنيت المجتمعات الإنسانية وتعايشت مع البيئة الطبيعية وكيف تغلبت على تحديات النمو والتطور. إنه درس عميق في المرونة البشرية والعزم على البقاء رغم الظروف الصعبة للغاية.