الهندسة الطبية، المعروفة أيضاً بالمهندس الطبي أو هندسة الطب الحيوي، هي مجال متعدد التخصصات يجمع بين العلوم الطبية والتكنولوجيات الهندسية لتوفير حلول مبتكرة لتحسين رعاية المرضى وزيادة فعالية العمليات الجراحية وتقليل المخاطر خلال الإجراءات الطبية. هذا المجال ليس فقط ينظر إلى كيفية استخدام التقنية في قطاع الصحة، ولكنه أيضا يركز على تصميم وتطوير الأجهزة والأدوات والأنظمة التي تدعم البيئة الطبية.
تتنوع فروع الهندسة الطبية وتشمل العديد من المجالات مثل التصميم والإنتاج للأجهزة طبية مثل أجهزة القلب الصناعية، الروبوتات الجراحية، المحاكاة الطبية ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تطوير البرامج الحاسوبية لدراسة وظائف الجسم البشرية وتحليل البيانات الطبية. كما تشمل هذه الفروع البحث حول المواد الجديدة المستخدمة في تصنيع الأجهزة الطبية، والتي غالبًا ما تكون ذات سمات خاصة كالتوافق الحيوي، القابلية للتصرف، والقدرة على مقاومة الالتهاب.
تأثير الهندسة الطبية كبير ومتزايد بشكل ملحوظ. أدوات التشخيص المتقدمة جعلت من الممكن اكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة مما يعزز فرص العلاج الناجحة. الروبوتات الجراحية زادت من دقة العمليات الجراحية وخفضت مدة التعافي للمرضى. علاوة على ذلك، تحولت تكنولوجيا النانو نحو التطبيق الطبي بحيث يمكن الآن إنتاج مواد جديدة يمكن حقنها داخل جسم الإنسان لتقديم الأدوية بطريقة محكمة وموجهة.
في المستقبل القريب، نتوقع رؤية المزيد من الاختراقات في مجالات مثل الطب الشخصي، حيث يتم تصميم الأجهزة والعلاجات بناءً على بيانات شخصية لكل مريض. بالتالي، فإن الهندسة الطبية ليست مجرد تكامل للتكنولوجيا مع الطب، بل هي أيضًا تعاون حيوي يسعى لإحداث ثورة في عالم الرعاية الصحية.