تعدّ الجملة وحدة بناء أساسية في بنية اللغة العربية، وهي تتألف من مجموعة مترابطة من الكلمات التي تحمل معنى كاملاً بذاتها. يمكن تقسيم هذه الوحدات إلى عدة مكونات رئيسية تضمن تفصيل معناها ودلالاتها الصحيحة. سنتناول هنا أهم تلك المكونات بالتفصيل.
الفاعل والمفعول به
الفاعل هو الشخص أو الشيء الذي يقوم بالفعل المذكور في الجملة. أما المفعول به فهو كائن ما يؤثر عليه هذا الفعل بشكل مباشر. مثال: "قرأ الطفل الكتاب." هنا، الطفل هو الفاعل و"الكتاب" هو المفعول به. يجب الانتباه إلى أن بعض الأفعال قد تحتاج أكثر من مفعول به حسب سياق الجملة.
الخبر والمحذوف منه
في جمل الاسم - مثل اسم الفاعل أو اسم المفعول أو الصفة المشبهة للمصدر - يوجد خبراً يبين حالته أو صفاته. مثاله: "الجندي الشجاع"، فـ"شجاع" هنا خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هو". بدون الخبر، لن نتمكن من فهم المعنى الكامل للجملة بشكل صحيح.
الحال والشأن
الحال هي حالة يصف فيها المتحدث عن وضعية شخصٍ ما وقت فعل فعله. بينما يشير الشأن عادةً إلى سبب أو دافع القيام بهذا العمل. إذا قلتَ: "ذهب الطالب إلى المكتبة ليتعلم"، فإن كلمة "لاِلتعَلِّيم" تشكل شأناً لأنها توضح الغرض من ذهاب طالب العلم نحو مكان الدراسة.
الظروف والأحوال الزمانية والمكانية
تنقل هذه العناصر معلومات حول زمان ومكان الحدث الوارد بالجملة. أمثلة على ذلك عبارات زمنية: بعد غدٍ، صباحاُ؛ وأمثلة مكانية: بالقربَ من البيت، فوق سطح المنزل ... إلخ ... تضيف مثل هذه المعلومات السياقية المزيد من التفاصيل للوصف العام للحوادث المسرودة داخل حدود النص الواحد.
بإتقان استخدام وتحديد كل جزء ضمن التركيبة الكلية لجملة واحدة، يستطيع القارئ مصنعا تجريد معاني جديدة ومعقدة عبر استعمال أبسط اللبنات البسيطة لبناء لغتنا الجميلة والتي تعد أحد ركائز الهوية الثقافية لكل عربي حريص على الحفاظ عليها وصيانتها جيلاً بعد جيل!