تاريخ مدينة الدار البيضاء: من قرية بحرية صغيرة إلى العاصمة الاقتصادية للمغرب

التعليقات · 5 مشاهدات

تتمتع الدار البيضاء بتاريخ عميق وجذور متأصلة تعود إلى القرون الوسطى. تأسست هذه المدينة التي تعرف اليوم بالعاصمة الاقتصادية والثقافية للمملكة المغربية،

تتمتع الدار البيضاء بتاريخ عميق وجذور متأصلة تعود إلى القرون الوسطى. تأسست هذه المدينة التي تعرف اليوم بالعاصمة الاقتصادية والثقافية للمملكة المغربية، لأول مرة على يد قبائل Amazigh من مملكة برغواطة في العام 768 ميلادية تحت اسم "أنفا".

على مر العصور، شهدت المدينة تحولات عديدة. فقد كانت في البداية مركزاً تجارياً بحرياً رئيسياً، خاصةً فيما يتعلق بتبادل السلع مع البرتغال وإسبانيا. ومع ذلك، فإن شهرتها الأكبر جاءت بسبب نشاطها البحري غير الشرعي مثل القرصنة ضد السفن البرتغالية، مما أدى إلى توغل قوات الغزو البرتغالية إليها عام 1486 ودمرها.

بعد فترة طويلة من الانكماش، تم إعادة ترميم المدينة بشكل كبير أثناء الحكم العلوي، حيث منحها السلطان سيدي محمد بن عبد الله اسم "الدار البيضاء" وساهم ببناء حصن حصين لحماية الجنود. وأصبحت نقطة جذب مهمة للحرفيين والتجار منذ مطلع القرن التاسع عشر عندما تولى الملك محمد الثالث الحكم.

ومع بداية القرن العشرين، استولت القوات الفرنسية على المدينة خلال ثورة مكلفة عام 1907 بسبب مطالب الشركة الفرنسية بالممتلكات الفلاحية والقوانين المستبدة. ولكن رغم المحاولة المضنية للدفاع عنها، ظلت تحت الاحتلال الفرنسي حتى حصول المغرب على استقلالته الجزئي سنة ١٩١٢ حين بدأت مرحلة جديدة من التطور العمراني والبنيوي لهذه المدينة الرائدة والتي تضمنت توسيع الموانئ العملاقة بمعدلات عالية جعلتها مركز وصل حيوي بين أوروبا والعالم العربي والأفريقى بما يحقق نقلة نوعيه حضارية وثقافيه مميزة لعاصمه العرب الغربيه .

وفي العقود الأخيرة، اكتسبت الدار البيضاء أهميتها العالمية بصعود برج حسن II وفتح آفاق واسعه أمام التعليم الجامعى والعلمي والديني بالإضافة لدور ريادي عالمي للإسلام الحديث سواء داخل البلاد وخارج حدود الوطن الأم . وبذلك تستقر مكانة العروس الجديدة للأطلس كبوابة لكل ما هو جديد ومبتكر ليس فقط ضمن رقعة الخريطة الجغرافية بل أيضا عبر مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والفنية والعلمية بلا استثناء !

التعليقات