كان الشيخ عبد الله عبد الغني حسن، المعروف باسم "أبو زيد الهلالي"، رمزاً بارزاً للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي والقضايا الإنسانية في فلسطين. ولد عام 1949 في مدينة الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربية، وكان له دور مركزي في الحركة الوطنية الفلسطينية منذ سن مبكرة.
أصبح اسم أبو زيد معروفاً بعد انضمامه لحركة فتح عام 1965، حيث كان نشاطه محوره الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومناهضة السياسات الاستعمارية الصهيونية. بدأ حياته السياسية كناشط طلابي قبل أن يلتحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية ضد القوات الإسرائيلية.
تُعتبر فترة سجن أبو زيد البالغة ثلاثين عامًا واحدةً من أكثر الأحداث ملحمية وشهادة على شجاعته والتزامه بالقضية الفلسطينية. تم القبض عليه لأول مرة سنة 1978 أثناء عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق بحجة حيازة مواد متفجرة وتخطيط هجمات إرهابية - وهي اتهامات رفضها بشدة وأكد دائماً أنها كانت سياسية صرفاً. قضى معظم تلك العقود الطويلة خلف القضبان رغم مواصلة نضالاته داخل السجون عبر الاحتجاجات والإضرابات عن الطعام المتكررة دفاعاً عن حقوق السجناء الفلسطينين.
بعد خروجه من السجن أخيرا في يوليو/تموز عام 2020 ضمن صفقة بين حماس وإسرائيل التي تعرف بصفقة شاليط، استمر أبو زيد بنشر أفكار السلام والعدالة عبر خطاباته العامة وحث المجتمع الدولي على دعم حق العودة والاستقلال للشعب الفلسطيني. رغم معاناته الصحية المستمرة بسبب الاعتقال طويل المدى، ظل صوتا قويا يعكس آمال وآلام شعب ضاق ذرع بالحصار والحروب التعسفية.
إن رحلة حياة أبي زيد مليئة بالعبر حول المرونة والمثابرة والصمود في وجه الظلم العالمي، مما جعل منه بطلا وطنيا مستحقا لكل احترام وتقدير تقدمهما الجماهير العالمية المناصرة للحرية والكرامة البشرية.