فوائد عظيمة للعلم الشرعيّ ودوره المحوري في حياة المسلم

التعليقات · 0 مشاهدات

العلم الشرعي، وهو حصيلة المنظومة المعرفية الدينية المستمدة مباشرة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، يتمتع بفوائد جسيمة تتخطى حدود الحياة اليومي

العلم الشرعي، وهو حصيلة المنظومة المعرفية الدينية المستمدة مباشرة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، يتمتع بفوائد جسيمة تتخطى حدود الحياة اليومية لتترك أثراً عميقاً في بناء المجتمع وحياة الأفراد بشكل عام. أولاً، يعد تبني مسيرة التعليم الشرعي إحدى الأعمال الحسنة التي يكرم الله بها عبده، إذ يؤكد القرآن الكريم في قوله "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ" (البقرة:269) أنه لمن يحصل عليها خير كثير. هذا النوع من العلم يفتح الأبواب أمام المرء نحو الجنان، فهو سبلائه المؤدي إليها كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:"مَن جاءَ مَسجِدي هذا لم يَأتِهِ إلَّا لِخيرٍ يتعلَّمُهُ أو يعلِّمُهُ فَهوَ بمنزلةِ المجاهِدِ في سبيلِ اللَّهِ". بالإضافة لذلك، فإن احتضان العلم الشرعي يعكس احترامًا خاصًّا لدى الملائكة وطاعة واسعة بين البشر كافة. حتى وإن واجه الطلاب العقبات والصعوبات خلال رحلتهم التعلمية، فإن تقدير الآخرين لهم واحترامهم لعلمهم يمكن أن يخفف كثيرًا مما قد يشعرون به من تعاسة أثناء تلك الفترة.

كما أكدت آيات الكتاب العزيز قدرة العلماء -خاصة الذين تحصلوا على مزايا معينة بسبب علومهم وغزارتها- على التأثير والتغيير. وفي الآية التالية مثال واضح:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّـهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ." (النساء:58). كذلك، تعتبر خسارة دولة لأهل العلم كارثة لها نتائج وخيمة، بينما يبقى عطائهم العلمي مفيدًا بعد مماتهم. وعلى خلاف باقي أنواع العلوم الأخرى، يتضمن العلوم المعنية بالدين ثوابًا بلا نهاية مهما كانت الظروف. ولا يمكن تجاهل المكانة الخاصة لهذا النوع من العلوم كونها ذات جذور سامية راسخة تستمد روحها من كتاب الرب عز وجل والشريعة الإسلامية المقدسة.

وفي المقابل، يتجه التركيز هنا أيضًا حول طبيعتها العملية والفريدة والتي تشكل أساس نهضة مجتمع مسلم صالح. فضلاً عن أهميتها القصوى بالنسبة للإسلام نفسه، فهي توضح الخطوط العامة للحلال والحرام والمبادئ الأخلاقية الراسخة ولكافة جوانب العلاقات الإنسانية المختلفة بما فيها الزواج والعلاقات التجارية وغيرها الكثير. أما فيما يتعلق بالإلتزامات الأكاديمية الأساسية لكل فرد ، فتقع مسؤوليته الرئيسية ضمن قسمين رئيسيين تخصصهما أهل العلم طبقًا لحاجة الموضوع : القسم الأول : يعرف بالقسام الفرضي لكل شخص وقد يشمل فهم جوهر عقيدة الشخص ومكوناتها الضرورية مثل التصديق التام لله رب العالمين ووحدانيته وبصفاته الكمالية والنفي لكل نواقص عنه وكذلك إيمان كامل برسالة سيدنا محمد بن عبدالله ونبيه كريمه وإخصائي رسالة الدعوة الإسلامية واتباع الأحكام القطعية التفصيلية والمعرفة الوافرة بشأن حالات الوضوء المرضية والاستحقاق القانوني للعقارات والمشتركات الاجتماعية... وكل هذه نماذجها تكلف المجتمع بإنجازه تدريجيًا عندما يقوم بعض أفراده بواجباته .

التعليقات