تعتبر عملية الدورة القلبية واحدة من العمليات الحيوية الرئيسية التي تضمن سلامة وظائف أجسامنا. هذه العملية المعقدة تتضمن سلسلة من الأنشطة المتزامنة التي يقوم بها قلبنا لتدوير الدم عبر شبكة معقدة من الشرايين والأوردة. دعونا نتعمق أكثر في مراحل هذه العملية الفريدة ونستعرض دور كل مرحلة فيها.
1. الانقباض الأذيني (مرحلة الاستقبال): تبدأ دورة القلب بإرسال المحفزات الكهربائية إلى حجرات القلب، مما يؤدي إلى انقباض الأذينين بشكل متزامن. خلال هذه المرحلة، يستقبل القلب الدم الغني بالأكسجين القادم من الرئتين ويضخه نحو البطينين. هذا الحدث يسمح بتجميع كميات كبيرة من الدم قبل الانطلاق إلى المرحلة التالية.
2. الانقباض البطيني (مرحلة الضخ): بمجرد امتلاء البطينين بالدم المدعم بالأكسجين، يبدأ انقباضهما لإيصال ذلك الدم إلى جميع أنحاء الجسم. عند انكماش البطينات، ترتفع ضغط الدم في الشريان الأورطي والشرايين الأخرى الرئيسية لبدء تدفق الدم خارج القلب. يشكل هذا الجزء من الدورة النبض الشعور به تحت الجلد عند قياس معدل ضربات القلب.
3. فترة الراحة بين الانقباضات (الاسترخاء): بعد الانقباض العنيف للبطينين، يدخل القلب مرحلة استرخائه الطبيعية. أثناء هذه الفترة القصيرة نسبياً، يعود ضغط الدم إلى مستوياته العادية بينما تستعد الحجرات للقوة مرة أخرى لاستقبال و/أو دفع المزيد منه. تعتبر هذه اللحظات ضرورية للسماح للأوعية الدموية بالتمدد والاستعداد للدورة الجديدة المقبلة.
4. الانبساط الأذيني (التعبئة الثانية): هنا، ينخفض ضغط الدم قليلاً مجدداً، مما يتيح فرصة جديدة لأخذ الكميات اللازمة من دم ثاني أكسيد الكربون مباشرةً من الأوردة والساقيتين وإعادتها عبر جهاز التنفس الصحي للتخلص منها ومن ثم إعادة ملء أغلفة نقل الأوكسيجين مرة أخرى (الشرايين). وهذا يشكل حلقة الوصل بين مراحلين أساسيين هما إمدادات الاوكسجين للجسم وتطهيره المستمر لعوادمه.
تعمل الدورة القلبية كآلية دقيقة وموحدة تخلق توازنًا حيويًا للحفاظ على الصحة العامة للإنسان؛ إذ توفر الطاقة والمغذيات للعضلات والعظام والعضلات الداعمة لأنظمة مهمة مثل الجهاز المناعي والجهاز الهضمي وغيرها الكثير! إن أي خلل طفيف قد يتسبب في اضطرابات خطيرة تؤثر سلباً على أدائنا اليومي وقد تشير أيضاً لمشاكل صحية كامنة تحتاج عناية طبّية فورية.