محمد ناجي، أحد أشهر الرسامين والمبدعين المصريين في القرن العشرين، ولد عام ١٨٨٨ في مدينة الإسكندرية الشهيرة، تحديدًا في الحي الفخم "محرم بك". نشأ وسط بيئة فنية غنية؛ فقد اكتسب مهارات موسيقية رفيعة وسحر رسم الكمان منذ سن مبكرة قبل أن ينطلق نحو عالم الفن التشكيلي تحت إشراف الفنان الإيطالي المعروف بياتولي.
سافر ناجي إلى باريس لدراسة الحقوق لكن جذوره الفنية كانت أقوى فأنهى تلك الدراسات لينتقل مباشرةً لأكاديمية الفنون بفلورنسا بين الأعوام ١٩٠٦ - ١٩١۰. خلال وجوده هناك، تأثر بشدة برسومات مدرسة الإنطباعية بقيادة عملاقها كلود مونيه مما شكل نقطة تحول مهمّة في مسيرته الفنية.
عاد ناجي إلى مصر وقد امتلأت روحه بالإلهام الأوروبي ولمعانه الشخصي عقب لقائه بالرسامين العالميين مثل فان كوخ وجوجان. انضم للحياة الدبلوماسية عندما تمت تسميته ملحقًا للسفارة المصرية في البرازيل عام ۱۹۲۴ ، كما حظي بتقدير كبير خارج حدود وطنه حيث مُنح الوسام الوطني الفرنسي تقديرا لإنجازاته الرائعة.
كانت أول وظيفة رسمية له كمدير لمدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة إضافة لمنصبه ثاني المناوب لدى الأكاديمية الملكية للفنانين المصريين ببرغمابرو روما. إذ عمل أيضًا مديرا لمتاحف الفن الحديث والمعاصر بمصر والتي تعد اليوم مراكز رئيسية لتراث ووطنية البلاد الأدبية والثقافية التاريخية.
أما بالنسبة لمعروضات ناجي الفردية فتعد رمزًا لرؤيته النوعية للأحساس العربي والإنسانية بشكلٍ أكثر شمولًا عالميًا متعدد الجوانب سواء عبر معارضة العملاقة بلندن وروما وإيطاليا والبشر حتى أمريكا الجنوبية وذلك بصورة تجسد قوة التأثير الإنساني للعرب والفراعنة القديمة وما تزامن معه من تنوع حضاري أثري شعبي مميز حينها .
في هذا السياق تتمثل أهم إنتاجات ناجي الأكثر شهرة برسماته للجدران الداخلية لمستشفى المواساة بالإسكندرية وبنيان مجلس النواب المصري الأخضر ، علاوة على تولية المكتبة العامة باسمه كتذكار دائم لفنه الحيو وهو الآن الموقع المحمي ضمن قائمة الآثار الوطنية المصريه الحديثة .