يشكل الذكاء العاطفي أساساً حيوياً لفهم وتنظيم علاقاتنا الشخصية والمهنية، وهو أكثر من مجرد القدرة على إدارة المشاعر الذاتية. أول من طرح هذا المفهوم كان العالم تشارلز داروين الذي أكد على أهمية التعبير العاطفي لتحقيق البقاء. لكن لم يتم الاعتراف رسميًا بهذا الجانب في تعريفاته حتى مطلع القرن العشرين، حيث رأى علماء مثل ثورندايك وديفيد كسلر أنه جانب أساسي في معادلات ذكائنا وسلوكياتنا.
تاريخ موجز للذكاء العاطفي
بدأ دراسة الذكاء العاطفي منذ نهاية القرن التاسع عشر ولكن تعريفه الحالي يرجع إلى عالم النفس الأمريكي بيتر كولمان. وفقاً لكولمان، يمثل الذكاء العاطفي قدرتنا على تحديد الشعور الخاص بنا والشعور بالأشخاص الآخرين، واستخدام تلك المعرفة لحفز أنفسنا والحفاظ على علاقة صحية مع المحيطين.
الأصول التاريخية
تنبع جذور الذكاء العاطفي من أعمال تشارلز داروين حول تأثير العواطف على بقائنا. وبعد عقود طويلة، ركز بعض علماء النفس مثل روبرت ستاينبرج وهانز إييسنك على جوانبه المعرفية قبل أن يتسع نطاق اهتمامات الباحثين ليشملهم الجوانب غير المعرفية في الخمسينات والستينات. ومنذ ذلك الوقت، تطورت الدراسات لتوضيح دور الذكاء العاطفي في مختلف جوانب الحياة الإنسانية.
أهميته في التعليم
إن إدماج الذكاء العاطفي ضمن المناهج التربوية يمكن أن يحسن أداء الطلاب الأكاديمي ويقلل سلوكيات عدائية داخل المدارس. غالبًا ما تُهمَل المهارات العاطفية بينما يتم التأكيد فقط على النواحي المعرفية، مما يؤدي إلى ظاهرة انتشار العنوسة والسلبية وغيرها من التصرفات السلبية الأخرى. ولذلك فإن تنمية الذكاء العاطفي لدي الأطفال أمر ضروري لإعداد مجتمع مستقبلي أكثر هدوءا واستقرارا اجتماعيا ونفسيا.
خصائص الأفراد ذوي الذكاء العاطفي المرتفع
يتميز هؤلاء الأفراد بتفهم عميق لأوضاع الغير ويعبرون عنها بالتواصل الواضح والمناسب بغض النظر عن طبيعتها سواء were positive or negative ones؛ وهذا يساعد كثيرا في حل النزاعات وبناء جسور الصداقة والثقة بمختلف أنواعها الاجتماعية والعائلية والقريبة منها كذلك. بالإضافة لذلك فإن تواجد خاصية "المثابرة" عند صاحب الذكاء العاطفي يعد مؤشر قوة نفسيَّة واجتماعية مميزة للغاية لأنه يغذي المرونة اللازمة للتكيف مع الظروف الجديدة وبالتالي تحقيق نتائج ذات مستوى أعلى بكثير ممن ليس لهم تلك النوعية الخاصة. أخيرا وليس آخرا ، تمتلك شخصيات الذكاء العاطفي أيضا شغفا خاصا بفهمه لما يجري ويتخللها روح البحث المستمر لكل جديد يفيد فهم احتياجات الاخرين .
هذه هي السمات الرئيسية للأفراد ذوي الذكاءالعاطفي الفائق وهي تساهم مجتمعة بصنع حياة شخصية محترفة ناضجة ومزدهرة بالعلاقات الصحية الناجحة دائماً.