الصراع التنظيمي يشير إلى النزاعات والخلافات التي تحدث داخل المؤسسة بين الأفراد، الأقسام، أو حتى المستويات القيادية المختلفة. هذا النوع من الصراعات يمكن أن يظهر بطرق عديدة مثل الاختلافات حول القرارات الاستراتيجية، توزيع الموارد, الخلافات الثقافية، أو المشكلات الشخصية بين العمال. قد يبدو أنه ظاهرة سلبية فقط لكن بعض الباحثين يؤكدون أنها قد تكون مؤشراً على صحة وحيوية المنظمة إذا تم التعامل معها بشكل صحيح.
في الدراسات الحديثة، يُعتبر الصراع وسيلة لتوليد أفكار جديدة وتوجيه الابتكار ضمن بيئة العمل. عندما يتم تشجيع الحوار المفتوح والحلول الإبداعية، يمكن استخدام هذه الطاقة المتعارضة لتحقيق تقدم كبير. ومع ذلك، عند عدم إدارة هذه المعارك الداخلية بكفاءة، فإن التأثيرات السلبية تصبح واضحة - انخفاض الروح المعنوية بين الموظفين، زيادة مستوى الضغط والإرهاق، وانخفاض الإنتاجية العامة للمنظمة ككل.
لتجنب آثار الصراعات السلبية، تحتاج المنظمات إلى وضع استراتيجيات فعالة لإدارة الصراعات. تتضمن هذه الاستراتيجيات تعزيز التواصل الواضح والثقة بين الأعضاء المختلفين في الفريق، تقديم التدريب اللازم لحل الخلافات، واستخدام حلول الوساطة عندما تصبح الأمور أكثر تعقيدا. كما تساهم السياسات الشفافة والمعادلة لجميع الجهات الفاعلة داخل الشركة في تقليل احتمال ظهور ونشر الصراعات غير المنتجة.
بشكل عام، يعد فهم وتعامل فعال مع مفهوم الصراع التنظيمي جزءاً حيوياً من نجاح أي منظمة. فبينما يمكن للصراعات أن تؤدي إلى نتائج إيجابية، إلا أنها تستدعي أيضا الانتباه والعناية الدقيقة للتأكد من أنها لا تحرف التركيز عن الأهداف الرئيسية للشركة.