جهاز كشف المتفجرات: ادعاءات مضللة أم حقيقة؟

التعليقات · 0 مشاهدات

في عالم الأمن والحماية، يعد اكتشاف المتفجرات بشكل فعال أمرًا حيويًا لمنع الخسائر البشرية والإصابات الناجمة عن التفجيرات. وفي السنوات الأخيرة، ظهر جهاز

في عالم الأمن والحماية، يعد اكتشاف المتفجرات بشكل فعال أمرًا حيويًا لمنع الخسائر البشرية والإصابات الناجمة عن التفجيرات. وفي السنوات الأخيرة، ظهر جهاز كشف المتفجرات المعروف باسم "ATSC" ليُعلن عن قدراته الاستثنائية في الكشف عن مختلف أنواع المتفجرات والمواد المضرة. لكن هل حقًا يمكن لهذه التقنية تحقيق كل ما وعدت به؟ لنستعرض سوياً أداء هذا الجهاز وما دار حوله من جدل ونقاش.

شركة ATSC البريطانية، وهي الشركة الرائدة في تصنيع هذا الجهاز، تقول إنه قادر على رصد مواقع المتفجرات بدقة، بغض النظر عن نوعيتها. يدَّعى أنه يكشف ليس فقط المتفجرات ولكن أيضًا المخدرات ومجموعة متنوعة أخرى من المواد غير المرغوب فيها. تمتلك الدعاية الخاصة بهذا الجهاز قدرًا هائلاً من الثقة، مدعية بأنه يمكن استخدامه بكفاءة خارقة للأعراف التقليدية. إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك تمامًا.

على الرغم من تسجيل مبيعات كبيرة للجهاز لدول عدة في الشرق الأوسط وآسيا، فإنه لم يلبي توقعات مستخدميه. بلغ سعر الجهاز الواحد حوالي ستين ألف دولار أمريكي، مما يعني تكلفة باهظة للدول التي تعاني أصلا من ضائقة اقتصادية. وقد بلغ الإنفاق الرسمي للعراق وحدَه أكثر من 52 مليون جنيه استرليني - وهو رقم ضخم - للحصول على هذه الأجهزة! ومع ذلك، تبقى الفاعلية الأساسية غامضة وسط شكوك حول مدى فعالية الجهاز الحقيقية.

يتكون تصميم جهاز ATSC من "سلك دوران" يعمل عبر توصيله بجهاز إذاعي واستقبال. ويبدو التصميم بسيط للغاية ولكنه يعتمد اعتمادًا أساسيًّا على الكهربائية ساكنة المستخدم، حسبما تدعي الشركة المصنعة له. ويتضمن طريقة التشغيل خطوات دقيقة، مثل المشي ببطء قرب المنطقة محل الريبة قبل إجراء اختبار باستخدام بطاقة خاصة داخل الجهاز. إذا كانت الأمور طبيعية، سيوجه السلك الاتجاه الصحيح نحو الهدف المستهدف، وسيتم عرض تردد محدد مرتبط بالمادة الموجودة تحت الاختبار. ومع ذلك، يُشدد على ضرورة عدم توتر المستخدم أثناء العملية لتحقيق دقة عالية في التحليل.

وفي حين زعمت الشركة المُنتجة بأن جهازها يستطيع كذلك التعرف على مجموعة واسعة ومتنوعة من الأشياء بدءًا بالأسلحة وانتهاء بالأوراق المالية المعدنية، فقد ثبت خلاف ذلك عندما أجرت وكالة BBC وغيرها كثير من التحريات حول الموضوع. وجدت تلك الدراسات العلمية أن الادعاءات بشأن القدرات العديدة لجهاز ATSC تعد وعودًا خادعة ولا تتوافق مع الحقائق العملية. بل ذهب الأمر أبعد من مجرد خداع تجاري؛ فقد صنفت السلطات البريطانية الجهاز ضمن خانة "القضبان المزيفة"، مشيرة إلى تشابه وظيفته أساسًا بالقضيب الخاص بمعرفة أماكن المياه الأرضية!

أما بالنسبة لأداء الجهاز نفسه عند وضعه أمام اختبار فعلِيٍّ لإمكانياته المعلنة، فإن النتيجة النهائية جاءت مخيبة للآمال بشدة. ولم يكن قادراً على تقديم بيانات ذات مصداقية فيما يتعلق برصد تمركز المخدرات والعناصر الأخرى المثيرة للاشمئزاز التي سعى لصوص القرن الحادي والعشرين لاستخدامه لها بصفته رادعًا فعالا ضد الفوضى والفوضويين!

وقد شهد عام ٢٠١٠ منعطفًا جديدًا فيما يتعلق بجهاز KSC، حيث قررت المملكة المتحدة فرض حظر شامل لتوزيع قطع الغيار والشحن لهيئة صنع القرار الحكومية بالعاصمة بغداد ودولة أفغانستان بسبب افتقاره للقوة العملياتية المقترح رؤيتها سابقًا واتخاذ التدابير القانونية اللازمة تجاه الرئيس التنفيذي لشركة تصنيع الجهاز عقب اعتقاله بتهم الاحتيال والتلاعب التجاري وغيرهما من الأعمال الإجرامية المرتبطة بنفس الشأن.

هذه الوقائع مجتمعة تثبت أن جهاز كشف المتفجرات ATSC лиш أشبه بفكرة مغرية مبتذلة وليست سلاح ثوري أمني كما روجت عنه دعاياته التجارية المغرية للنوايا الحسنة والثقة المفرطة بالسذاجة غالبًا لدى مشتري العين الحمراء الراغب فيما يفيد أمنه الشخصي وعلى نطاق آلتها الوطني أيضا إلى درجة ملعب كرة قدم مثلا فضلاعن دوريته الخارجية رحمه الله رب العالمين

التعليقات