تاريخ معركة الكرامة: ملحمة البطولة العربية ضد الاحتلال الصهيوني

التعليقات · 2 مشاهدات

في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس لعام 1968 ميلادية، اجتمع التاريخ العربي الإسلامي عند نقطة فاصلة هامة كانت بمثابة رد فعل مشرف أمام الهزيمة المفجعة ا

في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس لعام 1968 ميلادية، اجتمع التاريخ العربي الإسلامي عند نقطة فاصلة هامة كانت بمثابة رد فعل مشرف أمام الهزيمة المفجعة التي لحقت بالقوى العربية في حرب يونيو/ يونيو 1967. وعلى رمال نهر الأردن الجافة والمستنقعات الرطبة لمخيّم الكرامة الأردنية، دارت معركة شرسة بين قوات التحالف العربي المؤلف من الجنود الأردنيين والفدائيين الفلسطينيين وبين الغزاة الصهاينة الذين كانوا يهدفون لتوسيع سيطرتهم والإذلال الاستراتيجي للعرب.

هذه المحاولة غير المحسوبة لإسرائيل جاءت تحت إمرة الوزير البارز آنذاك "موشي ديان"، وهو الرجل ذو الأفكار الشيطانية الشهيرة بثقل جيشه المكون من أربع فرق مشاة مصفحة وثلاث كتائب مدرعة وفرقة مظلية مدعومة بطائرات ومدرعات ثقيلة تقدر بنحو خمس عشرة ألف رجل مسلح بشراسة. لكن سرعان ما اكتشف هؤلاء المغتصبين زمجرة الأسود الجريح عندما اشتبك جسد العروبة المتماسكة دفاعاً عن كرامتها وعرضها الوطني.

من جانب العرب، فقد تم تنظيم الخطة بقوة وتميز فريد. حيث وضع الفلسطينيون حراساً متخصصين لرصد وتحليل تحركات القوات المعادية بدقة متناهية. ثم قسمت الصفوف الثلاث الرئيسية للدفاع وهي: أولها حول مركز القرية نفسه ولأجل حمايته بشكل مباشر، ثانيها كمواقع كمين مستترة على طولroutes المحتملة للغزو الإسرائيلي، بينما الثالثة احتلت مواقع مرتفعة عالية بهدف مراقبة العمليات وتقديم دعم رشيق وسريع حسب تقدير الموقف.

وبينما كانت المعدات الثقيلة لجيش ديفيد تتجه نحو الخطوط الأمامية، تعثر تقدمها بسبب قبضة الحديد المقاوِمة للأسلحة المضادة للأفراد والأخرى المضادة للدروع والتي استعملتها الوحدات الأردنية المنتشرة طوال الحدود الحدودية الشرقية للنهر المقدس - مكان معروف بالتاريخ والصراع منذ القدم. وبعد سلسلة دامية من المعارك العنيفة انتزع الفرسان العرب الانتصار الحاسم مما أدى لهروب العديد من جنود العدو وخسرانهم لأكثر من مئة وعشرون رجلاً مقابل تسعين شهيدا عربياً فقط! بذلك أكدت الأحداث أنه رغم الألم الكبير الناجم عن النكسات الأخيرة إلا ان روح الشعب العربي مازالت نابضة بالحياة ويمكن إعادة بناء القوة مرة أخرى بإرادة واحدة مشتركة. إن ذكرى تلك المواجهة الرائعه ستظلان رمزا للإصرار والشجاعة والشعب المؤمن بأن غد الوطن سيكون أجمل بكثير من أمسّه مهما حاول طغيانه فرد واحد أو أكثر منه تركيبه.

التعليقات