قبيلة بني هاشم هي واحدة من أشهر القبائل العربية التي تعود نسبها إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر أبيه عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي. تنحدر هذه العائلة النبيلة من سلالة قريش، وهي أحد الفروع الرئيسية لقوم مضر، التي تعد جزءاً أساسياً من التركيبة الاجتماعية والدينية لمكة المكرمة قبل الإسلام وبعده.
تأسست قبيلة بني هاشم في القرن الخامس الميلادي تقريباً، وكانت معروفة بسمعتها الحسنة بين سكان مكة وبالثروات المالية الكبيرة التي كانت تمتلكها. لكن شهرتها الأكبر تأتي من كونها مسقط رأس الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكوّن منها محور الدعوة الإسلامية الأولى.
يتبع تاريخ قبيلة بني هاشم تاريخ شبه الجزيرة العربية ككل، إذ شهدوا العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية البارزة خلال ذلك الوقت. ومع ظهور الإسلام ونشر رسالة الوحي بواسطة النبي محمد، لعب أبناء هذا البيت دوراً محوريًّا في انتشار الدين الجديد وتبلور هويته الثقافية والعقائدية.
بعد وفاة النبي محمد، واصل أفراد قبيلة بني هاشم دورهم الريادي داخل المجتمع المسلم الجديد، خاصة مع تولي الخلافة لأربعة خلفاء منهم وهم علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعمر بن حفص. شكل هؤلاء حكام فترة الهداة الراشدين المبكرة وتميز حكمهم بالعدل والإصلاح الاجتماعي.
مع مرور الزمن، تناقص نفوذ قبيلة بني هاشم السياسي ولكن تأثيرهم الديني والثقافي ظل مستمرا حتى اليوم. يشير مصطلح "البني هاشم" عادة إلى أحفاد بيت رسول الله مباشرة، ويستند إليه الكثيرون كمصدر للنساب والفخر القومي العربي والإسلامي.
في المجمل، تمثل قصة بني هاشم جزءا هاما جدا من الجذور الروحية للشعب العربي والإسلامي بشكل عام، مما يجعلها رمزا دائما للتسامح والنبل والقيم الإنسانية النبيلة.
