على الرغم من وجود العديد من اللغات حول العالم والتي قد تبدو معقدة بسبب قواعدها النحوية الفريدة والمفردات الغنية، إلا أنه يمكن القول بأن بعض اللغات تعتبر أكثر تحدياً من غيرها بالنسبة للمتعلمين الأجانب. هذه الصعوبات غالباً ما تتعلق بكيفية نطق الكلمات، التعقيد النحوي، وحتى كتابة الأحرف التي يمكن أن تكون متقلبة ومتغيرة بشكل كبير. إليك نبذة مختصرة عن ثلاث لغات تشتهر بصعوبتها مقارنة باللغات الأخرى.
- الهولندية: رغم أنها ليست الأكثر تعقيداً بين اللغات الرومانسية، إلا أن الهولندية تتميز بمجموعة كبيرة من الظواهر الصوتية مثل "grondeken"، وهي صوت يجتمع فيه الحلقان الثلاثة في نفس الوقت مما يجعل التنفس صعب خلال النطق. بالإضافة إلى ذلك، فإن النظام النحوي للهولندية فريد ومختلف كثيراً عما هو شائع في الإنجليزية والألمانية.
- الفارسية القديمة: المعروفة أيضاً باسم البارثية، كانت تُستخدم قبل الفتح الإسلامي لفارس وكانت إحدى الخطوط الرئيسية للتواصل الثقافي والتجاري في المنطقة. لكن دراستها اليوم تعتبر عملية مستحيلة تقريباً لأكثر الناس وذلك بسبب عدم توفر الكثير من النصوص المكتوبة بها وإشكالية الترجمة المرتبطة بذلك.
- الصربية والبوسنية والكرواتية والجبل الأسود: ربما يبدو هذا كعنوان واحد ولكنه يشير فعلاً إلى مجموعة لغوية واحدة - سلافونية جنوب شرق أوروبا - ولكن كل منها لها نظام كتابي مختلف قليلا ونظام نحوي خاص بها. وهذا يعني أنه حتى لو كان الشخص قادرًا على فهم البوسنة مثلاً، فقد يحتاج وقتاً إضافياً للتعرف على الصرب أو الجبل الأسود لأن الاختلافات صغيرة ولكن مهمة بما يكفي لتسبب اللبس عند المتعلم.
هذه أمثلة فقط لما يُعتبرونه البعض "الأصعب" في عالم اللغات العالمية، ومع ذلك فإن تعلم اللغة يعكس دائماً قدرة الإنسان العظيمة على التكيف والاستيعاب بغض النظر عن مدى صعوبة تلك اللغات!