رحلة آخر خلفاء بني أمية: سقوط الدولة الأموية ورحيل مروان بن محمد

التعليقات · 11 مشاهدات

كان مروان بن محمد الأخير بين سلالة الخلفاء الأمويين الذين حكموا العالم الإسلامي لأكثر من قرن بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولد عام 64 هـ (68

كان مروان بن محمد الأخير بين سلالة الخلفاء الأمويين الذين حكموا العالم الإسلامي لأكثر من قرن بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولد عام 64 هـ (682 ميلادي) وعاش حياة مليئة بالأحداث التاريخية. رغم أنه لم يكن الحاكم الأطول فترة ولا الأكثر حكمة بين أسلافه، إلا أن نهاية عهديه كانت نقطة تحول كبرى لتاريخ الدولة الإسلامية والعربية.

بدأ عهد مروان الثالث في ظل ظروف سياسية مضطربة للغاية. فقد شهدت السنوات التي سبقت توليه السلطة اضطرابات داخلية وخارجية أدت إلى ضعف شديد للدولة الأموية. بدأت هذه الاضطرابات مع الثورة الزيدانية في اليمن ثم انتشرت لتشمل مناطق أخرى مثل خراسان والشام ومصر. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت الحدود الشرقية للخلافة لهجمات مستمرة من قبل الفرس العباسيين الذين كانوا يستعدون لإسقاط الحكم الأموي.

على الرغم من هذه التحديات، حاول مروان إصلاح الوضع واستعادة القوة المركزية للإمبراطورية المتداعية. قام بإجراء تغييرات كبيرة في الإدارة المالية والجيش، ولكنه واجه مقاومة شرسة من بعض الشخصيات المؤثرة داخل محكمته. كما عمل جاهدًا للحفاظ على الوحدة العربية والإسلامية عبر دعم التعليم والثقافة وتشجيع التعايش السلمي بين مختلف الطوائف الدينية والمذهبية داخل المجتمع الإسلامي الواسع آنذاك.

ومع ازدياد قوة العباسيين وأتباعهم بسرعة، أصبح موقف مروان أكثر تعقيدا. وفي غضون سنوات قليلة فقط، انهارت سلطاته تدريجيًا حتى وصل الأمر لقمة نهايتها عندما هُزمت جيوشه أمام الجيش العباسي في معركة الزاب الأعلى عام 132 هجري الموافق لعام 750 ميلادي تقريبًا. كان هذا النصر بداية النهاية لحكم آل أمية وسلطانهم الشامل منذ عقود طويلة.

بعد المعركة مباشرةً، فرّ مروان تاركاً السلطة لعبد الله بن علي العباسي مؤسس الدولة الجديدة. اختفى لاحقا ولم يتم التأكد تماما مما إذا كان قد قُتل أثناء تلك الفترة المضطربة أو عانى مصيرا مجهولا ربما الموت الطبيعي. بغض النظر، فإن رحيله يمثل علامة فارقة واضحة ومعلنة لنهاية الحقبة الأموية وبداية حقبة جديدة للتاريخ العربي والإسلامي تحت راية الخلافة العباسية.

التعليقات