شهدت جمهورية الصين الشعبية بتاريخ طويل وحافل بالتحولات الجذرية منذ نشأتها المبكرة حتى يومنا هذا. يعود أقدم دليل أثري للحضور البشري إلى ما يقارب الـ 2.24 مليون سنة مضت في كهف تشوكودياني قرب مدينة بكين، مما يبرز عمق جذور الثقافة الصينية. بدأت السجلات التاريخية الرسمية مع سلالة شيا، التي ازدهرت حول نهر هوانغهوا حوالي العام ٢١٠٠ قبل الميلاد. ومع ذلك، فإن الفترة الأكثر تأثيرًا تأتي من عصر "الدول الخمس" أو "الفترة المتحاربة"، والتي استمرت من القرن السابع إلى الثالث قبل الميلاد.
وفي عام ٢٢١ قبل الميلاد، شكلت أسرة كوين الدولة الموحدة الأولى تحت زعامة الإمبراطور تشين سي هوانغ. وقد شهد عصره أول محاولات للتوحيد السياسي والديني، لكن نظام الحكم شديد القوة والقمع ترك تراثًا من عدم الاستقرار بعد وفاة الإمبراطور.
تولى حكم الصين لاحقًا أسرة هان الطويلة العمر (من العام 206 قبل الميلاد إلى عام 220 ميلادية). حققت هذه الفترة تقدّمًا ملحوظًا في مجالات الاقتصاد والتبادلات التجارية والثقافة، حيث وصل النفوذ الصيني إلى آسيا الوسطى وكوريا واليابان وجنوب شرق آسيَا. بالإضافة لذلك، بدأ العمل في بناء سور الصين الكبير لحماية البنية الزراعية الداخلية من عبء النهب المتكرر من قبائل شمال السهول.
بعد نهاية أسرة هان حدثت فترة تقلبات سياسية وصعود سقوط عدة دول صغيرة ومحلية تعرف باسم "الدولة الست". واستمر التقلبات حتى ظهور الأسرات الديناستيكية الجديدة مثل تانغ وسونج والتي تزامنت مع نهضة تكنولوجية واقتصادية هائلة. حققتتانغ توسعات كبيرة وغزوت غربًا نحو آسيا الوسطى وإيران وأصبحت مركز تجاري عالمي مهم بسبب موقعها الاستراتيجي على طرق التجارة الرئيسية. تعتبر هذه الفترة أيضًا نقطة تحول رئيسية فيما يتعلق بحركة الأفكار والفلسفات الدينية داخل المجتمع الصيني. أما سلالة سونغ فقد ابتكرت نمط حياة حضري مزدهر وطورت النظام القانوني والأدب والموسيقى والشعر والصناعة. لقد كان زمانها مليئًا بالتقدم العلمي والمعرفي وكان يسوده السلام والاستقرار نسبيًا لمدة طويلة نسبياً بالمقارنة بالأحداث الأخرى المؤلمة والسريعة التغير خلال تلك الحقبة التاريخية المضطربة بشكل عام.
