تقف جمهورية الجزائر، الدولة الواقعة شمال غرب القارة الإفريقية، شامخةً بمكانتها باعتبارها أحد أكبر الدول في العالم من حيث المساحة. هذه الأرض التي تشكل جزءاً أساسياً من العالمين العربي والإسلامي تتمتع بتاريخ غني وحياة ثقافية نابضة بالحياة تعكس تنوعها السكاني وتاريخها المضطرب والقصة الرائعة لشعبها.
في قلب الثقافة الجزائرية يكمن جوهر هويتها الإسلامية، والتي رغم ذلك شهدت تطورًا ملحوظًا فيما يتعلق بالتقدم التكنولوجي والمعاصر. أصبح الشباب جزائريًا شغوفًا بتقنية الانترنت ويشكل حضورهم بارزا عبر مختلف المنصات الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، ظلت القراءة والاهتمام بالأخبار محتفظًا بنسبة معينة خاصة بين النساء. يشترك المواطنون أيضًا بحب للأعمال المرئية، سواء كانت أفلام أكشن أم رومانسية أم غيرهما، ومعظم تلك الأعمال لها جذور غربية.
برز العديد من الكتاب الجزائريين المؤثرين دوليًا، منهم الدكتور هنري قربع والذي فاز بجائزة نوبل للأدب عام 1957 تقديرا لإسهاماته في عالم الأدب العالمي. أما المرأة الجزائريّة فقد أثبتت حضورا مميزا أيضا, فعلى سبيل المثال, حققت الروائية الشهيرة آسيا جبار شهرة واسعة خارج حدود الوطن الأم بفضل كتاباتها الثرية. ولا يمكن تجاهل أسماء أخرى لامعة مثل الأحلام مستغانمي وطاهر الفرقة مضافة إليه مفدي زكريا وغيرهم ممن ترك بصمة واضحة في خارطة الأدب العربي الحديث.
وفي مجال الفن، تلعب الفنون دورا محوريا في إبراز الهوية والثقافة المحلية للبلاد. بدءًا من الفنون التقليدية المرتبطة بالموروث التاريخي مرورًا بالمعمار القديم حتى الفن التشكيلي وفنون الحرف اليدوية بما فيها تصميم المجوهرات والحلي الملونة وكل منتجات نحاسية فريدة من نوعها في السوق المحلية والدولية كذلك.
ومن الجانب الاجتماعي، يتمثل لباس الرجال بكبار السن خصوصا في الزي الوطني التقليدي كالـ"قشابيا"، بينما ترتدي السيدات إما ملابس بيضاء بسيطة (الحايق) وإما سراويل سوداء اللون حسب منطقتهم الجغرافية داخل البلد نفسه. في المدن الرئيسية يصطحب الرجل "الطرشا" فوق رأسه كاختيار للعيش وفق الأعراف الاجتماعية هناك.
تناولت نبذة موجزة عما يجده الشخص أمام عينيه حين يدخل أبواب مطبخ الجزائر، فهو خليط مثالي بين أصناف مختلفة ومتنوعة تمتزج جميعا لتكون وجبات لذيذة مليئة بالنكهة المغاربية الأصيلة. فالكسكس -صنف شعبي جدا- يعد طبق رئيسي خلال الاحتفالات الخاصة والأفراح مهما كان الحدث مهمّا بالنسبة لاستقبال الضيوف بطريقة رمزية تعبر مدى الترحاب بهم وسط أجواء دافئة ومرحبة. وبذلك يستمتع الجميع بغرض مشاركة لحظة سعيدة تجمع كل أفراد العائلة حول نفس الموقد العام للحصول على لقمة الطعام الدافئة مباشرة مما يخلق روابط اجتماعية أقوى وأمتن داخليا وخارجيا ايضا نظرا لأصالته في تقديم تضحيات عظيمة نحو الآخرين وهي روح المجتمع المثالية التي تستحق الاحترام والتقدير دائماً!
تستمد موسيقى الشعب الجزائري روحانيتها من عمق ارتباطها بالعواطف الإنسانية العامة كون أغانيها تحمل رسائل حملة الحب والفخر بذوات مواطني الدولة نفسها أثناء تجوالهم اليومي ضمن مناطق جلولة الحياة المختلفة وكذلك تصوير واقع الحياة الواقعي لكل فرد منهم فرديا وجماعات مجتمعية موحدة تحت راية واحدة تسمى بلدهم الأم الحبيبة الجزائر!!!