- صاحب المنشور: حامد بن شماس
ملخص النقاش:
في عالم يتسارع فيه التطور بوتيرة غير مسبوقة، يبرز دور التعليم كمحرك رئيسي للتغيير الاجتماعي والاقتصادي. وفي هذا السياق، تصبح حقوق الإنسان أساساً حيوياً لنجاح هذه العملية التعليمية وتحسينها؛ فبدون احترام واحترام تام لهذه الحقوق، قد تتضاءل فرص تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على المدى الطويل.
التعليم حق أساسي لكل فرد بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين أو الطبقة الاجتماعية. ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الأمم المتحدة عام 1948، في مادته الثانية عشر، على "أن لكل شخص الحق في التمتع بفوائد الثقافة العلمية والفنية، وأن تسهر الدول على تعميم التعليم وتجعله متيسراً للجميع". وبالتالي، فإن ضمان الوصول إلى التعليم النوعي يعد خطوة أولى مهمة نحو تمكين الأفراد ومساعدتهم على تطوير المهارات اللازمة للمشاركة الفاعلة في المجتمع الحديث.
إلا أنه ليس مجرد تقديم الخدمات التعليمية هو الحل الوحيد لقضية التعلم والتطوير الشخصي. إن بيئة التربية المناسبة التي تحترم الكرامة الإنسانية تشكل شرطا ضروريا آخر لإطلاق العنان للإمكانيات كاملة للأطفال والمراهقين والشباب والكبار أيضا. وهذا يعني خلق مكان آمن وخالي من العنف والإساءة والتمييز حيث يمكن لهم الاستكشاف بحرّية والاستفادة من خيالاتهم وإبداعاتهم بدون قلق بشأن سلامتهم الشخصية. ومن هنا يأتي أهمية دمج مفاهيم حقوق الإنسان ضمن المنظومة الدراسية الرسمية لما لها من تأثير مباشر على فهم وتعزيز قيم العدالة والسعي الدؤوب للحصول على المعرفة والمعرفة الحرة بالتوازي مع الاحترام المتبادل بين المواطنين المنتجين الذين يدعمون مجتمعاتهم المحلية والعالم الأوسع أيضًا.
تعد ممارسة حقوق الإنسان داخل الفصول الدراسية ذات أهمية قصوى خاصة عند التعامل مع مواضيع حساسة متعلقة بالجندر والدين والحريات الأساسية الأخرى. فعلى سبيل المثال، يشهد العالم حاليًا زيادة كبيرة في عدد المدارس الخاصة والتي غالبًا ما تكون محدودة للغاية فيما يتعلق بتنوع وجهات نظر روادها وقدرات معلميها وقبول أفكار مختلفة مما يؤثر بشكل سلبي كبيرعلى القيمة العالمية للمعلومات المقدمة هناك. ولذلك فإن تشجيع وتعزيز ثقافات قبول الآخر المختلف تعد أمورا مطلوبة بشدة لتحقيق جيل جديد يتمتع بثقافة الاعتراف بحق الجميع في الحصول علي فرصة عادلة للاستفادة من مستويات عالية من المهارات المعرفية والإنتاجية الاقتصادية المرتبطة بها بالإضافة إلي قدرتها علي المساعدة في بناء حالة اجتماعية تتميز بمزيد من السلام والألفة بين جميع الأعراق والجماعات المختلفة الموجودة داخل الدولة الواحدة وبالتالي تقليل احتمالية نشوء نزاعات ومواجهات دموية بسبب افتقاد الشعور بالإنتماء المشترك لمكان واحد تحت مظلة دولة واحدة يعترف بهذه الهويات ويعمل علي اندماجها بسلاسة أكبر.
كما تلعب وسائل الإعلام دورا بارزا أيضا فيما يسمى "التوجيه الأخلاقي" والذي يستهدف توجيه الجمهور العام نحوه نظرياته حول كيفية فهم أهمية ادراك ارتباط حقوق الإنسان بنظام التعليم الخاص بهم وكيف يساهم ذلك في عملية بناء مجتمع أكثر تقدم وثراء بالأبعاد humanitaire مثل الرحمة والشفافية والصبر وغيرها الكثير من الصفات البناءة والتي ستظهر حتما عندما تتم دراستها باعتبارها جزء اساسي من منظومة شاملة تغطي جوانب عديدة ومترابطة بعضها البعض بشكل عميق وهي تلك الغاية التي نبغي إليها كافة دول العالم الآن بعد مرور قرن كامل منذ انشاء عصبة الامم الاولی لتكون ذالك الحدث المؤسسي الأولي المؤكد بأن الحياة أفضل بكثير حين ندرك خواطرنا الداخلية تجاه الاخرين لنوقف الحرب اذا لاحظة أحدنا أي مؤشرات عليها وإن كان بإمكانه فعل شيء صغير نسبيا لكن له وقع كبير إذا استمر به دون كلل ولا ملل... وهكذا يكسب البشر نوع مختلف تماما من الرجولة الجديدة بعيدا عن الصورة التقليدية الخاطئة لقوت الرجل وشجاعته المجردتان اللاتي يغفلان جانب الرعاية والرح