مدينة ليفربول، الواقعة في جنوب غرب إنجلترا، تتميز بموقع استراتيجي يجعلها بوابة طبيعية للتجارة الدولية. تعود جذورها إلى قرون مضت عندما كان سكانها محدودين بعدد قليل لكن سرعان ما تحولت إلى محطة رئيسية للنشاط الاقتصادي العالمي. يعود الاهتمام الملكي بها إلى زمن الملك جون الذي رسم خريطة أول شبكة طرق داخل المدينة مما أهلها للحصول على وضع البلدة. ومع مرور الوقت وبداية القرن السابع عشر بدأت المدينة تشهد نهضة اقتصادية ملحوظة بسبب تدفق التجار من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا وجزر الهند الغربية وإيرلندا.
وفي القرن التالي عزز دور ليفربول كمركز صناعي وتجاري مهم حين أصبحت موطن أول خط سكة حديد متكامل بينها وبין مانشستر سنة 1830م والتي تعتبر ثورة حقيقية بالنقل وقتئذ. لم تكن هذه المكانة سهلة التعزيز فقد مرَّت المدينة بكثير من المحن منها الحرب الأهلية الانجليزية وغارات الطائرات أثناء الحرب العالمية الثانية والتي راح ضحيتها الآلاف من أبنائها. ورغم ذلك ظلت مدينة نابضة بالحياة دائمًا إذ ظهرت أحياء سكنية جديدة عقب كل مرحلة تحدٍّ لتوفير إسكان مناسب للسكان المتزايد عددهم نتيجة التدفق المستمر للأعمال الجديدة والمستثمرين الراغبين بخوض غمار الأعمال البحرية والسوق العالمية.
مع دخول المدينة قرنها الثاني والعشرين رأينا كيف احتفت ملكتها احتفالًا كبيرًا بيوبيلها الذهبي وسط جهود للحفاظ على البيئة كما قامت بمشروعات عقارية عملاقة مثل مشروع "جراند سنتري" وغيره الكثير ليصبح مركز جذب للاستثمار والتنمية الاقتصادية غير المسبوقة حتى أنها انتُخبت العاصمة الثقافية لأوروباعام ٢٠٠٨ وهو دليل آخرعلى سيادة الفن والفكر والثقافة بجانب كونها قطبا هاما للاسواق المالية وصناعةالنقل البحري . أما اليوم ، فتواصل الرحلة بثبات نحو مستقبل مشرق يحفل بالإبداع والإنتاجية وقد أكد هذا التحول الكبير برعاية كريمة لرئيس وزرائها السيد كاميرون نفسه لهذه المناسبة الغالية وهي مهرجان العمل التجاري السنوي بانطلاقته منذ الإنطلاق الاول له بنوفمبر/يونيو لسنة ١٤ ميلادية والمعروف بأنه الأكبر والأكثر شهرة عربيا وعالميا ضمن مجاله الخاص بهذا القطاع والمنبع للنمووالازدهار بلا حدود!
