تاريخ كردستان: رحلة عبر الزمن والجغرافيا

التعليقات · 1 مشاهدات

تقع منطقة كردستان الجغرافية الاستراتيجية في قلب الشرق الأوسط، لتضم أجزاء كبيرة من أربع دول هي تركيا والعراق وسوريا وإيران. تمتد هذه المنطقة الواسعة من

تقع منطقة كردستان الجغرافية الاستراتيجية في قلب الشرق الأوسط، لتضم أجزاء كبيرة من أربع دول هي تركيا والعراق وسوريا وإيران. تمتد هذه المنطقة الواسعة من الشمال الغربي لزاكروس إلى الشرق الأقصى لجبال طوروس. تتميز بتاريخ غني ومتنوع تعكس فيه حضارات مختلفة آثارها الثقافية والتاريخية.

نشأت كردستان كملاذ لعشرات القبائل والشعوب منذ القدم، بما فيها الـ Gouty, Hurrians, Medes, وحتى الأرمن القدماء الذين اختلطتهم بسكانها الأصلين مثل سكان المنطق الأوسط لبحيرة اورمي الذين عرفوا بالمناشي. شهدت تلك الأرض تحولات جيوسياسية عميقة بدءًا من حكم الفرس أيام "كيرش الثاني" و"داريوش"، مرورًا بتأسيس دولة الباقرانديين في جنوب وغرب بحيرة وان والتي امتدت تأثيرها نحو البلدان المجاورة آنذاك - بلاد فارس وآسيا الصغرى -.

وفي مرحلة لاحقة شهدت المنطقة ظهور عدة إمارات مستقلة تحت مظلة النفوذ السياسي والديني للعاصمة بغداد وخلفاء الشاه طوال القرون التالية، حيث برز اسم كل من الإمارات البابانية، السورانية، بادنانية وكرميانيت ضمن حدود إيران اليوم بينما تصدر بوhtan, Bakuran , Badilis مشهد المشهد السياسي الداخلي للأراضي التركية حين ذاك. أما الجانب الايراني فقد حمل بصمة موكريت وزهران وسط أجواء حروب واسعة النطاق شهدتها فترة الحكم المغولي والعثماني بشكل خاص مروراً بالصفويين وانتهاء بإنجازات نادر شاه في مطلع القرن الثامن عشر .

لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لكردستان للحصول علي اعتراف رسمي بمكانتها السياسية نظراً للتداخل التاريخي لمختلف الامبراطوريات حولها لكن المؤتمرات الدولية قد طرحت فكرة إعادة النظر بالأراضي المتنازع عليها وعلى رأسها مطالبات تركيا القديمة باتجاه بحر ايجه سواء بالساحل المتوسط مقابل مدينة ادنه او ساحل الخليج بفارس امام بندر بوشهر تحديداً. إن سرد تاريخ كردستان يعد تجربة سرد لأحداث ذات أهمية عالمية وتعكس كيف يمكن لوحدة شعب واحدة عبور الحدود الوطنية ليظل وجودهم قائماً رغم كل الظروف والمعوقات السياسية والثقافية والعرقية المحلية والعالمية أيضًا.

التعليقات