الاستراتيجية تعكس الفهم النظري والفني لتخطيط وتحقيق الأهداف الطويلة المدى عبر مختلف القطاعات، سواء كانت عسكرية، إدارية، أو حتى عامة. يعود هذا المصطلح إلى الأصل الإغريقي القديم، إذ كانوا يشيرون إليه باعتباره "فن الحرب"، وهو مصطلح واسع يشمل ليس فقط الخطط العسكرية ولكن أيضًا السياسات والهندسة الاجتماعية.
في السياق العسكري، الاستراتيجية هي العلم الذي يقود القوات نحو الانتصار من خلال دراسة الظروف السياسية والأمنية. هنا، الجيوش تستخدم مجموعة متنوعة من التكتيكات لإنجاز مهماتها. بينما الرؤية السياسية العامة للأمة - مثل الدفاع عنها - تعد جزءاً أساسياً من الاستراتيجية العسكرية.
أما في البيئة التجارية والإدارية، فالاستراتيجية تعتبر عملية ديناميكية ومستمرة تحافظ على نجاح الشركة واستقرارها ضمن المنافسة الشرسة لسوق العمل العالمي. إنها ليست مجرد خطوة واحدة، وإنما هي نظام شامل يستخدم كل موارد المنظمة بشكل فعال لتحقيق اهداف محددة. يمكن رؤية ذلك واضحاً من خلال التقارير الاستراتيجية التي تصدرها الشركات والتي توضح توجهات ورؤاها المستقبلية.
وفي الوقت الحالي، تمت توسيع نطاق الاستراتيجيات لتشمل العديد من مجالات الحياة. ففي السياسة مثلاً، هناك الاستراتيجية الكبرى التي تجمع كافة جهود البلاد الدبلوماسية والاقتصادية والقانونية تحت سقف واحد بهدف تحقيق أغراض وطنية أو بناء حكومات ائتلافية جديدة.
وبالتالي، يمكن اعتبار الاستراتيجية كإطار عمل شامل يساعد المؤسسات والأمم على التنقل في بيئات معقدة ومتغيرة باستمرار. إنه نهج يحاول تحديد المسارات الأكثر فعالية وكفاءة للتحرك نحو تحقيق الأهداف المرغوبة.