خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، مارست إيطاليا شكلًا من أشكال الحكم الاستعماري مباشرةً عبر عدة مناطق عربية، والتي تعتبر اليوم جزءاً من دول معترف بها دولياً. هذا الموضوع يثير نقاشا حادا حول الحقوق التاريخية والتاريخ المضطرب لهذه المناطق. فيما يلي تحليل تفصيلي للأقاليم العربية التي خضعت للاحتلال الإيطالي بشكل مباشر:
- ليبيا: بدأت إيطاليا حملاتها العسكرية ضد ليبيا في عام 1911 تحت ذريعة "حماية" المسيحيين الليبيين. بعد سلسلة من الأعمال العدوانية، وقعت معاهدة أوستند في نوفمبر 1912، مما اعترف فيه الخديوي حسين بن علي ملك مصر وسلطان تونس عبد العزيز باختلافات مصالحهما بشأن الأراضي الليبية لصالح إيطاليا. وفي يونيو 1947، حصلت ليبيا أخيراً على استقلالها عقب الحرب العالمية الثانية.
- إريتريا: كانت مستعمرة مملكة إثيوبيا قبل فترة طويلة حتى غزتها القوات البحرية والإمبراطورية الإيطالية خلال الفترة بين 1885 و1896. ظلت هذه الأرض محتلة بإيطاليا حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عندما مُنحت لسلطة الانتداب البريطانية بحسب قرار عصبة الأمم المتحدة. لم تستقل إريتريا إلا في مايو 1993بعد نضال طويل ومعقد.
- الصومال الإيطالي: تم ضمه كجزء من المستعمرات الأفريقية للإمبراطوريتين النمساوية والمجرية وإيطاليا منذ القرن الثامن عشر وحتى عام 1941 حين تعرضت للمقاومة الشرسة أثناء الحرب العالمية الثانية ثم حلّته قوات الحلفاء لاحقاً. وبعد الحرب انقسم إلى قسمين؛ أحدهما أصبح يعرف باسم الصومال الصغير وتبعناهو بريطانيا بينما الآخر أصبحت دولة مستقلة تعرف حاليًا بالجمهورية الإسلامية الصومالية وقد دخلت ضمن الاتحاد الجماهيري العربي الكبير الاشتراكي الليبي سنة ١٩٧٦ لكن سرعان ما انسحب منها واحتلتها مجدداً قوة أمريكية وذلك بسبب عدم قدرتها على فرض سيطرتها عليه بالإضافة لتورطه القبلي الداخلي والحروب اللاحقة التي اندلعت هناك والتي أدَّتْ لإضعافه داخليا وخارجيا مما ساهم بتشظيه سياسيا واجتماعيا واقتصاده كذلك الأمر.
هذه البلدان الثلاث تشكل أهم المناطق العربية التي شهدت الاحتلال المباشر من قِبل الإمبراطورية الإيطالية التي كانت تسعى للتوسُّع نحو الشرق خلال تلك العقود الحرجة من التاريخ الحديث للعالم القديم وأوروبا تحديدًا .