هارون الرشيد: إمبراطور الخلافة العباسية وسلالة ذهبها الزاهر

التعليقات · 0 مشاهدات

كان هارون الرشيد خليفةً عباسيّاً بارزاً حكم بين عامي 786 و809 ميلاديَّةٍ خلال عصر ذهبي للخلافة الإسلامية. كان ابن الخليفة محمد المهدي وحفيد الخليفة أب

كان هارون الرشيد خليفةً عباسيّاً بارزاً حكم بين عامي 786 و809 ميلاديَّةٍ خلال عصر ذهبي للخلافة الإسلامية. كان ابن الخليفة محمد المهدي وحفيد الخليفة أبي جعفر المنصور مؤسس بغداد العاصمة الجديدة آنذاك. عرف عنه الحكمة والشجاعة وحبه للعلم والعقلانية.

تولى هارون الرشيد الحكم وهو صغير السن نسبياً ولكنه برع منذ البداية بمواجهته للتحديات الداخلية والخارجية للدولة. كانت له حملات توسعية ناجحة ضد الروم البيزنطيين بما فيها فتح مدينة "آمونيوم" الأثرية والتي باتت تعرف لاحقاً باسم "أميد". كذلك حققت جيوشه انتصارات كبيرة شمال أفريقيا ودعم الاستقرار السياسي هناك عبر تعيين الوالي إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى حاكمًا عليها.

على الصعيد الثقافي والأدبي، يعد هارون الرشيد أحد أكثر خلفاء المسلمين تألقا وأتباع الفكر التنويري. لجأ إلى النقاش والفلسفات الحديثة مما جعل بلاطه مركزاً للمفكرين الشعراء مثل أبو نواس وجرير الذين كتبوا العديد من الأشعار تحت رعاية الخليفة نفسه. كما روج حرصه على العلم والمعرفة لإنشاء دار الحكمة الشهيرة لتجميع ونشر المعارف القديمة سواء العربية منها أو تلك المستمدة من حضارات أخرى كاليونان القديمة والصينية وغيرهما.

في مجال العدل الاجتماعي والإنساني، اشتهر هارون الرشيد بمعاملته الجيدة للسبايا وتمكينه لهم بالعيش بشكل كريم مقارنة بالأنماط المعتادة وقتئذٍ. بالإضافة لذلك، اهتم بتوفير الضمان الاجتماعي للأرامل والأيتام وبناء مستوصف طبي مجاني يعالج المرضى بدون تكلفة عليهم وذلك ضمن جهوده لتحسين مستوى الحياة العامة لسكان دولته الشاسعة حين ذاك.

وبموت هارون الرشيد العام 809 م انتهى زمنٌ فريدٌ شهد ازدهارا علميًا وثقافي كبير تزامن مع اتساع رقعة الدولة الاسلامية سياسيا ومجتمعياً .

التعليقات