توماس ألوا أديسون، ذلك الرجل الذي ولد يوم الحادي عشر من فبراير عام ١٨٤٧ في مدينة ميلانو بولاية أوهايو الأمريكية، كان له بصمة واضحة ومؤثرة في تاريخ البشرية عبر دوره الريادي في تطوير التكنولوجيا الكهربائية. جاء اديسون من عائلة ذات جذور هولندية، ونشأ في مدينة بورت هورون بميتشيغان تحت رعاية والده سامويل اندرسن اديسون. رغم تحديات صحية واجهها منذ الطفولة بسبب مشكلات في السمع أدت لاحقاً الى اصابه بالصمم نتيجة تعرضه للحمي القرمزيه، الا ان ذكاؤه وشغفه للعلم منعاه من الانكسار امام تلك العقبات.
بدأت رحلة تعليم اديسون المبكرة باعتماده علي التعليم المنزلي بإشراف امه نانسي ماتيوس اليوت، التي اكتسب منها حب المعرفة والقراءة الغزيره. كانت اهتماماته تتجه نحو البحث والكشف عن اسرار الطبيعه، الأمر الذي عززه اقتناء مكتبتها الشخصية الغنية بالموارد العلمية والتقنية. انطلاقاً من هنا بدأ رحلته نحو الآفاق الجديدة للاكتشاف والنبوغ العلمي.
بينما تتحدث سيرته الذاتية عن انتصاره على الظروف الصحية الصعبة والتقدم الأكاديمي غير التقليدي، فإن انجازاته العملية هي ما جعل اسمه خالدا بين عظماء مخترعى التاريخ. وقد اشتهر كرائدٍ لاتجاه "الإنتاج الضخم"، والذي يقصد به تحويل الأفكار الخلاقة لأعمال تجارية رابحة بدلاً من مجرد أفكار نظرية. كما حصل اديسون أيضاً على أكثر من ٢٣٠٠ براءة اختراع حول العالم ، مما جعله واحداً ممن يحظون بثلاث درجات علمية تقديرا لإنجازاته. ويُشار اليه غالباً لأنه أول من بنى مختبراً متخصصاً لإجراء التجارب والصناعات المعدنية.
ومن أبرز ابتكاراته الشهيرة؛ جهاز الفونوغراف المسجل الصوتي الأول، وآلات التصوير السينمائية الأولى، ومصباح الإنارة الكهربائية العملي وغيرها العديد مثل البطاريات الكهربية المستخدمة بالأجهزة الإلكترونية والأسلحة الناريّة وأنظمة الاتصال المختلفة بما فيها تلك الخاصة بالتصويت المؤتمري. إن تأثير عمله ليس فقط محدودا بفترة وجوده بل ممتدة حتى عصرنا الحالي بكل تأكيدات تكنولوجية مبتكرة مستوحاة منه مباشرة أوغير مباشرة . لقد ترك لنا هذا الرجل الرائع ميراثا هائلا سيستمر التأثير فيه للأجيال المقبلة بلا شك!