تلخص هذه الدراسة الرحلة الطويلة والتاريخ الغني لتونس منذ العصور القديمة وحتى اليوم. تاريخيًا، كانت تونس ملتقى الثقافات والحضارات المختلفة التي تركت بصماتها الواضحة على البلاد. يعود أقدم ذكر لها إلى القرن الثامن قبل الميلاد عندما fonda الفينيقيون مدينة قرطاج. بعد فترة طويلة كمركز روماني هام, شهدت تونس تحولات جذرية مع قدوم مختلف القوى منها الوندالية, البيزنطية, العرب المسلمين, العثمانيين, والفاطميين وغيرهم.
خلال القرون الوسطى, لعبت حضارة قرطاج دورًا محوريًا في تشكيل المشهد السياسي والثقافي للتراب التونسي. ومع ذلك, لم يكن الأمر كذلك إلا مع الفتح العربي والإسلامي في القرن السابع أنهت الهيمنة الخارجية بشكل كبير. أدت هذه الفترة إلى ظهور مدن كبيرة مثل القيروان ومهدية, والتي خدمت كمراكز دينيه واقتصادية حيوية.
بدأت العصور الحديثة بتأثير متزايد للدولة العثمانية التي امتدت سلطتها على تونس طوال الجزء الأخير من عصر الحكم التركي التقليدي. لكن هذا جاء مصحوبًا بالتدخل الأوروبي – خصوصًا الفرنسي - والذي بلغ ذروته تحت الاحتلال الرسمي الذي بدأ سنة ١٨٨١ وانتهى بالحصول على الاستقلال بعد عقود عديدة.
بعد نيل الحرية واستقلال البلاد نهائيًا في العام ١٩٥٦, أعلنت البلاد دستوريتها وأقامت نظام رئاسي برئاسة الشيخ الحبيب بورقيبة. تتميز تونس بموقعها الجوهري في وسط البحر الأبيض المتوسط مما جعلها نقطة اتصال ثقافية واقتصادية رئيسية بین الشمال والأفريق الشمالیين.
واليوم, تبقى تونس واحدة ضمن أكثر البلدان تنوعًا في العالم العربي سواء فيما يتعلق بتاريخها القديم أو مكانتها السياسية حاليا كجزء من اتحاد المغرب الكبير وامتلاك اقتصاد مستقر نسبياً رغم تحديات المنطقة الأكبر حولها.