كانت شجرة الدر، التي تعتبر واحدة من أشهر الشخصيات التاريخية في مصر خلال القرن الثالث عشر الميلادي، زوجة الملك العادل كمال الدين أيوب ثم خلفته في الحكم بعد وفاته. ومع ذلك، لم تكن نهاية حكمها سعيدة. العديد من الروايات التاريخية تشير إلى حادثة غامضة أدت إلى وفاتها بشكل غير طبيعي. هذا التحليل سيكشف الأحداث المؤدية لمقتلها ويستعرض التفسيرات المختلفة لهذه الحادثة المثيرة للجدل.
بعد وفاة زوجها الملك العادل عام 1238 ميلادية، تولت شجرة الدر زمام الأمور مع ابنهما الصغير توران شاه تحت وصاية السلطان عز الدين أيبك الشيرزوري. ولكن سرعان ما ظهر الخلاف بينهما بسبب رفض أيبك الاعتراف بحقوق الوصاية لشجرة الدر. رغم محاولات الوساطة المتعددة، إلا أنها لم تؤدي لنتائج مرضية لكلا الطرفين.
في نوفمبر/تشرين الثاني 1244 م، حدث خلاف كبير آخر عندما عارضت شجرة الدر قرار نقل القصر الرئاسي إلى القاهرة الفاطمية تاركة المنصورية القديمة. الأمر الذي اعتبره الكثيرون إشارة واضحة للمعارضة ضد سيادة Anybek الجديدة. يبدو أن هذه النقطة أصبحت نقطة تحول رئيسية أدت إلى تصاعد التوترات السياسية.
في يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 1255 م، تم الإبلاغ عن وفاة شجرة الدر بطريقة مفاجئة ومريبّة بعض الشيء وفقاً للتقاليد الإسلامية آنذاك والتي تتطلب وجود شهود أثناء عملية الدفن. هناك عدة تفسيرات حول طريقة موتها؛ البعض يعتقد أنه ربما تعرضت للتسميم بناءً على طلب سلطان القاهرة الجديد والذي كان يشعر بالتهديد من تأثيرها السياسي الواضح خاصة وأن لديها دعم شعبي واسع النطاق. بينما اقترح بعض الباحثين الآخرين بأن سبب الوفاة قد يكون جرعة زائدة من الأدوية المستخدمة لعلاج آلام شديدة كانت تعاني منها قبل فترة قصيرة من الموت المفاجئ.
بغض النظر عن السبب الدقيق، فإن قصة وفاة شجرة الدر ظلت لغزا مثيرا حتى اليوم مما يعكس مدى التعقيد والتاريخ الغني للحكم المصري خلال تلك الحقبة الزمنية الهامة. إنها قصة تتطلب المزيد من البحث والدراسات لتقديم نظرة أكثر شمولا ودقة عن أحداثها المعقدة والمؤثرة للغاية.