تشير مفهوم عالمية الإسلام في اللغة العربية إلى شموليتها وانتشارها الواسع عبر جميع أنحاء العالم. هذا المصطلح ينتمي لمجال المصدر الصناعي لعبارة "عالَم"، والذي يشير أساسًا إلى الحركة الإنسانية ذات الأهداف العالية نحو خدمته وتحقيق الوحدة والتواصل بين الشعوب المختلفة بدون المساس بالهويات والثقافات الخاصة بكل منها.

وفي الاستخدام الاصطلاحي للإسلام، تعتبر عالميته خاصية أساسية لهذا الدين. فهو ليس مجرد عقيدة خاصة بشعب معين أو منطقة جغرافية محددة؛ ولكنه نظام شامل وشامل لكل بني آدم بلا تمييز. تتضمن الشريعة الإسلامية القوانين والقواعد والنظام الاجتماعي العام الذي يعالج مختلف جوانب الحياة البشرية بغض النظر عن الانتماء العقيدي للشخص. وهذا يعكس توجه الإسلام لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة لكل فرد في المجتمع العالمي.

يمكن دعم مبدأ عالمية الإسلام بعدة أدلة مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية:

1. الرب العالمين: أكدت الآيات القرآنية مثل قوله تعالى "الحمد لله رب العالمين" على دور الله كربيع للكون كافة وليس فقط العرب أو المؤمنين بالممارسات الدينية المحددة.

1. الكتاب العالمين: كذلك، نزل القرآن هدى ونورا للعالمين كما جاء في قوله عز وجل:"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". وهو بذلك يقدم نهجا صالحا للإرشاد والإصلاح لأهل الأرض جميعا، مسلمون وغير مسلمينAlike.

1. الرسول العالمي: امتداد لنطاق برسالات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عالميًا وفق قول الحق جل وعلا: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". مما يدل على أنه خاتم الأنبياء الذي يتم توضيحه لدور خاص تجاه الجميع باستثناء أحد.

1. الكعبة المشرفة: تعد الكعبة قبلة للحجاج والمعتمرين من كل مكان حول العالم، وهي رمز للأمل والرحمة والهداية لبني الإنسان جمعاء حسب ما ورد بقوله تبارك وتعالى:"إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين."

1. الخطابات الرسمية للنبي الكريم: كانت هناك العديد من مراسلات النبي محمد صلى الله عليه وسلم الموجهة إلى ملوك وولاة زمانه بهدف دعوتهم للتأكيد أيضا على عموم رسالته السامية وخلوص نيته وطموحاته باتجاه تحقيق الخير العام لجميع القاطنين فوق سطح البحر. فقد وجه مثلاً رسائله الى هرقل ملك الرومان وكسروي فارس آنذاك لتدعيم موقف الدعوة الإسلامية كمظلة راعية لحقوق الفئات المستضعفين وعدالتها المتفردة مقارنة بالتجارب السياسية والفكرية الأخرى حين ذاك.

1. البيعة العامة: أخيرا ولكن ليس أقل أهمية، فإن الإقرار بالنبوة الذي اتخذه أبو بكر الصديق رضوان الله عنه عندما أصبح الخليفة الأول للدولة الإسلامية يمثل الاعتراف بمبادئ السلام والشمولية ضمن منظومة الحكم الاسلامي الجديدة إذ كان قد أقسم قائلا أمام الجماهير الغفيرة : 'أيها الناس! إنما أنا رجل لكم وأنا ولي أمركم...'. وقد أعقب تلك اللحظة تاريخ طويل مليء بدخول مناطق واسعة تحت مظلة الدولة الوليدة منذ فترة خلافته حتى الآن بسبب نجاعة أفكار ومبادرات التشغيل التشريعي للمؤسسات الحكومية المبنية عليها تصورات دين الإسلام الكونية الرحيمة بحقوط المواطنين وحرياتهم واستحقاقاهم متعددة الطبقات وفق حكم القانون والحكمة والقسطاس المستقيم المنادي بالسواءانية والعيش المشترك باعتباره جوهر التعايش البشري الناجع بين المختلف القديم والديني ثقافتياً واجتماعياً وثائقياً حضاريّاً سياسياً أيضاً جنباً إلي جنبٍ ومعاً.

هذه الأدلة تثبت بشكل واضح مدى اهتمام وصحة كون الإسلام ديانة شاملة قابلة لأن تكون مرجعا مشرقا لمن يسعى لفهم طبيعة العلاقات الانسانية المثلى بالإضافة لما يحمله من ثوابت بشرية وفلسفية غائرة جذورها عميقة التاريخ وأساساتها ثابتة متينة بإذن الرحمن الرحيم ولطفه الشامل بتسخير قوانينه لسعادة عباده أجمع وأفعاله المباركة تأخذ صورة العناية بأحوال عامة خلق الله عز وجل وذلك حرصاً منه لعباده بأن يصل بنا معرفتنا إليه أكثر فأكثر فانشراح صدورنا بالأمل والترقب لقربه وغفرانه لنا جميعآ إيماناً بأنه الدرجة النهائية للتوفيق فيما نحاول تحقيقه من سلام اجتماعنا المنتظر وما نجنيه يوم القيامة يوم المحشر والجوار الحسن بجوار الرحمن أغلى مبتغاينا الأعظم شرفا ونعيمه اليكتراسبا بساحة الدنيا والاخرة سالمين مطمئنين باغلاق باب النيران عليهم أبد الدهر ان شاء الله