الانعكاس ظاهرة طبيعية تميز العديد من مجالات العلم مثل الرياضيات والفيزياء، ويعني بشكل عام حركة جسم أو موجة تعود إلى مصدرها بعد الاصطدام بسطح انتقالي. في علم الرياضيات، يتم تعريف الانعكس كعملية تغيير اتجاه شكل معين باستخدام خط مرجعي عمودي أو نصف دائرة. فعلى سبيل المثال، عند النظر إلى حرف "q" في اللغة الإنجليزية ووضعه أمام مرآة مباشرة، سيبدو أنه قد انعكس ليصبح الحرف "p". تتميز عمليات الانعكاس الرياضي بتكرار التأثير عندما تنعكس الصورة مرة أخرى، مما يؤدي إلى استعادة الشكل الأصلية. بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ عملية الانعكس بحساسية دقيقة لمسافات مختلفة داخل الشكل ومواقع النقاط الواقعة على الخط المرجعي.

وفي مجال الفيزياء، يعد الانعكس واحدة من القوانين الرئيسية التي تحدد كيفية تصرف أشكال الطاقة المختلفة عند مواجهة مقاطعات مادية متغيرة. هناك نوعان رئيسيان لانعكس في عالم الجسيمات: النوع المنتظم والنونظامي. يحدث انعكس صوتي منتظم عندما يرتد صوت قادم من مصدر نحو سطح مستوٍ مسامي مثل حائط صخرة مثلا؛ وينتج عنها صدى الصوت ذاته ولكنه بصوت أقل شدة بسبب امتصاص بعض الصوت أثناء الرحلة. بينما إذا اصطدم الضوء بانعكاس غير نظامي فوق مواد غير لامعة كالرمال مثلاً، فسوف ينتشر بدلاً من التركيز في نقطة محددة. وبالتالي يمكن استخدام هذا النوع الأخير لفهم تفاعلات الفرس النوراني وحركته ضمن البيئات المختلفة.

أما بالنسبة لأنواع أخرى من الموجات -مثل تلك المستخدمة في البحث والاستشعار- فتعتمد قدرتها على الاستجابة لقانون الانعكس. ومن الأمثلة الشهيرة لذلك تقنية الرادار التي تعتمد على إرسال إشعاعات كهرومغناطيسية عالية التردد لاستشعار وجود أجسام بعيدة بناءً على قوة رد فعلها وردود فعلها المضادة لهذه الموجات الإلكترونية والتي تأتي نتيجة لأفعال الانعكاس الطبيعية لها. وهذا التشابه الأساسي في العلاقة بين الرجوع والإرجاع له دور حيوي أيضاً في طرائق طباعة الصور الشعاعية الشعاعي وأنظمة التصوير بالأشعة السينية الحديثة سواء كانت التقليدية منها أو ثلاثية الأبعاد .

هذه القدرة العامة للإنسان على فهم ودعم قوانين الانعكاس تشكل أساساً مهماً لكشف المزيد بشأن العالم الخارجي ومعرفة كيف يعمل بطرق جديدة تماما!