تعتبر الشمس أحد عجائب الطبيعة المبهرة، فهي جسمٌ سماويٌّ هائل يرتكز أساس وجوده على سلسلة معقدة من العناصر والعمليات الفيزيائية. فالسؤال المطروح هنا هو "ماذا يحتوي هذا النجم الغامض حقًّا?" دعونا نتفحص التركيبة الدقيقة لتلك المصهر الساطعة.
تتألف الشمس بشكل أساسي من نوعين رئيسيين هما الهيدروجين والهيليوم، وهما يشكلان مجتمعتين حوالي 99٪ من وزن وكمية مادتها. يدخل الهيدروجين ضمن التركيبة بحصة كبيرة نسبتها نحو %74 من إجمالي كتلة الشمس، فيما تمثل حصيلة العنصر الثاني -الهيليوم- ما يقارب ٢٥%. أما باقي المقومة فتضم مجموعة متنوعة من المواد الخفيفة الأخرى بما فيها النيتروجين والنيكل وغيرهما بمقادير متدنية للغاية ولا تتجاوز لكل منها \%٠٫٠١ من مجمل الوزن.
وعند نزولنا تدريجيًا نحو قلب الشمس المشتعل نلاحظ اندماج عناصر جديدة نتيجة لانطلاق عمليات نووية مكثفه تسمى دمج نيوترونات ذرات الهيدروجين والتي تؤدي بدورها لإصدار طاقة هائلة تبقيه لامعًا ولمدة مليارات السنوات القادمة. وعلى الرغم أنه يجدر بنا التفكير بكيفية تشكيل تلك الأشكال البلورية ومعرفة خصائص كل واحد منها الا انه تجدر الإشارة أيضًا الى ان درجات الحرارة المرتفعه والتغيرات المستمرة لقوة جاذبيه الشمس تلعب دورا محورياً بتكوين وتحولات موادها المختلفة داخليا وخارجيا.
وبالنظر لسطح واكتساح للغلاف الخارجي لشمسنا الرحبة، سنلاحظ ظهور ثلاثة مستويات واضحة تتميز بشفافيتها المتميزة للجزيئات المشابهة لجنس الرياح الشمسية ولكن ذات تأثيرات مختلفه تمام الاختلاف : أولها طبقةphotosphere(الغلاف الضوئي)والذي يستطيع الإنسان رؤيته مباشرة أثناء مراقبته للسماء المدارية للأرض; وثانيهما Layerchromosphere(الغلاف اللوني), وأخيراً layercorona(أو هياكل تاج شمسه). ويتبعها حلقة أخيرة تعرف باسم القرص الشمسي نفسه والذي يعود السبب فيه لصغر قدرتها التأثيرية مقارنة بالحالات الثلاث الأخيرة.
إن فهم طبيعتها المعقدة يساعد علماء الفلك والفلكيين بشكل كبير لفك لغز استمرار الحياة كما نعرفها اليوم منذ ملايين الأعوام حتى الآن! لذلك تعتبر الشمس مصدر قوة خارق للحياة على كوكبنا ليس فقط بإرسال اشعه الضوء والحراره بل أيضا بتوفير الطاقه اللازمة لوجود العديد من أشكال النباتات والثدييات عبر العالم الواسع. إن دراسة بناء ودورة عمل هذه الأشياء الرائعة تساهم كذلك برواية قصه كونية شامله حول كيفية نشأة النظام البيئي الخاص بالإنسانية وكائنات فضائيه اخرى قد تستقر يوماً ما بين نجوم مشابهه لها فى الامد البعيد جدًا !!