كيف تُوفي هولاكو: نهاية القائد المغولي الوهاجة

التعليقات · 2 مشاهدات

تُوفِّي هولاكو ابن تولوي ابن جنكيز خان، مؤسس الدولة المغولية الشهيرة خلال القرن الثالث عشر الميلادي، في ظروف غامضة وغير متوقعة وفق الروايات التاريخية

تُوفِّي هولاكو ابن تولوي ابن جنكيز خان، مؤسس الدولة المغولية الشهيرة خلال القرن الثالث عشر الميلادي، في ظروف غامضة وغير متوقعة وفق الروايات التاريخية المتوفرة لدينا اليوم. عاش هذا الحاكم الشرس حياة قصيرة نسبياً بالنسبة لأعمار تلك الحقبة الزمنية؛ فقد بلغ الثمان والأربعين سنة عندما افترسه الموت المفاجئ في شهر يناير/كانون الثاني لعام ١٢٦٥ ميلادية. وقعت وفاته خارج حدود معقلِه الرئيسي بالقرب من مدينة "مراغة" الواقعة حاليًا داخل الحدود الإيرانية الحديثة. حسب معظم المصادر التاريخية المعاصرة له ولاعتبار فيما جاء لاحقًا أيضًا، فإن سبب وفاة هرملة باكيان -كما يعرف كذلك باسم بلاد فارس آنذاك-* قد يرجع أساسًا للإصابة بورمٍ دماغي شديد الخطورة أدَّى لتدهور صحته بشكل سريع جداً حتى انتهى الأمر بخروجه مفارقا الحياة تاركا خلفه دولة واسعة النطاق امتدت بطول المنطقة التي تعرف الآن بدولة ايران ومنطقة الشرق الاوسط برمتها .

لقد حققت مغامرات جندي الفرسان المنغوليين البارع نجاحات سياسية وعسكرية هائلة أثناء حياته القصيرة نسبيًا ، بما فيها الغزو الناجح لبغداد والقضاء على خلافتها العباسية تماما وكذلك تجريد جيوشها المحلية من قواتها العسكرية وهضم مجمل ممتلكاتها واحطفالها ليصبح بذلك قوة مهيمنة فعليا عبر مساحة كبيرة تمتد عبر آسيا الوسطى ، غرب الصين وصولا للجزء الشمالي الشرقي من أفريقيا أما المنطقة العربية فالتركيبة السكانية لها تشهد بصمة واضحة لمؤثراته وتوجيهات سياساته الاستراتيجية تلك الفترة ذات الحدث .

لم يكن للقضاء نهاجمه اسباب طبيعية فقط ؛ إذ اتخذتا الكثير ممن كتب عنه مؤرخون وقتذاك شكلاً رمزيا ما اعتبروا إيذانا لإرادة سماوية رافضة لاستمرار حكم قاطنين أرض كوكبين مختلفتين كالارض والسماء بموازاة بعضهما البعض ! إلا انه ومع مرور العقود تبقى الصورة النهائية كاملة لما حدث حوله ضبابية نوعا ما بسبب عدم وجود مستندات رسميه تتعلق بالحالة الصحية له مباشرة عقب عملية التشريح الدقيقة لجثمانه ولكن الظاهر أنه تعرض لسكتة قلبية مفاجئة ربما مرتبطة بحالات ارتجاج داخلي ناشئة عن تلف عصبي سريري سابق يعكس عموما مدى ضعف جسدي واضح وصراع رهيب بين أعراض مرض خطير وانطلاق روح حيوان صغير حين أغلق الله عليه باب الدنيا ولجأ إليه وحده بلا محامي يدافع عنه أمام سلطانه القدري الاعلى ...

وقد تم دفنه عند أحد تحصينات حصون جلجل ابنه تحت اشراف اخوانه خاصة أخاه الأكبر محمد خان والذي أصبح لاحقا معروفًا بمسميات أخرى منها مقدوني وكامل الدين وابن يوحنا وجاكو بالإضافة لفترة طويلة بعد رحيله عنها حمل اسم أميره "طقز خاتون". لقد خلّد رجال ذاكرتَه التاريخية بشخصيته المثيرة جدّا لكل أنواع التأويل والتفسير المختلفة لهذه الشخصية المركبة والمعقدة للغاية مما جعله هدف مثالا للتناقضات السياسية والثقافية خلال تاريخ البشرية القديم والعصر الحديث أيضاً .

التعليقات