إن البحث في جذور علوم الرياضيات القديمة يكشف لنا شخصية بارزة لعبت دوراً محورياً في تطوير واحدة من أهم هذه العلوم وهي "الجبر". إنه العالم الإسلامي الكبير محمد بن موسى الخوارزمي، والمعروف أيضاً باسم أبو جعفر الخوارزمي. وعلى الرغم مما حققه هذا الرجل النابغة من شهرة واسعة بسبب إسهاماته العلمية المتعددة والتي شملت مجالات مثل الفلك والجغرافية، إلا أنه يُلقّب اليوم بأبو الجبر نظرًا لأعمال جبارة قام بها لتحويل هذا الفن الناشئ آنذاك إلى فرع أساسي ثابت ضمن نسيج الرياضيات الشامل.
ولد الخوارزمي حوالي العام ١٦٥ ميلادي شمسي الموافق لسنة ٨١٣ ميلادية غربية حسب بعض المؤرخين، وفي بداية حياته العملية عمل لدى بيت الحكمي بالعاصمة الإسلامية حين ذاك بغداد حاضرة الدولة العباسية حيث تولى إدارة المكتبات وجمع النصوص المختلفة خاصة تلك المرتبطة بمختلف العلوم كالرياضيات والطب والفلسفة وغيرها. ولعل ما عزز مكانة الخوارزمي وشهرة مؤلفاته بشكل كبير كان علاقته الوثيقة بخليفتها وقت تدوين كتبه صاحب العصر الذهبي للإنتاج الثقافي العربي عبد الله المأمون والذي أصبح فيما بعد أحد المقربين منه وظل كذلك حتى آخر أيامه.
كان للأثر التأثير الأكبر على مسيرة حياة الخوارزمي وثروة إنتاجه المعرفي كون منابع تعلم العديد من الدارسين السابقين كانت مدونة بالألحاظ اليونانية التي ترجم أغلب محتوياتها أثناء فترة وجوده تحت مظلة حكم البيت الأموي وبالتزامن مع نهضة الحضارة العربية والإسلامية وما رافقها من ازدهار للعقل البشري وإبداعات متجددة مستمدة من تراث الإنسانية القديم والحديث كلٌّ برمزيتها الخاصة. ومن أشهر أعمال الخوارزمي في مجال علوم الرياضيات تحديداً جاء كتاب ""الجبر والمقابلة"" الصادر سنة ٢٢٤ﻫ / ٨٣٦ م والذي مهد الطريق لتوسع جذوره لما يعرف حاليًا بفروع الرياضيات الحديثة بما فيها التصنيف الطوبولوجي لهندستها المجردة بالإضافة لجوانب أخرى متصلة بمسارات التفاضل والتكامل والاستدلال المنطقي عبر استنتاج المحاور العامة وتمثيل العلاقات الواقعية بواسطة رمزية تعبيرية قابلة للتكيف والتطبيق وفق طبيعة المشكلة المطروحة لحل مسائل تحوي أمثلتها أحجام غير معروفة سابقًا أو مواضيع لها طابع ذي طابع تجريد مناسب يمكن توضيحه باستخدام لغويات مبسطة تتضمن استخدام الأحرف والقواعد البرنامجية الآلية التي ساعدت كثيرا على سرعة الوصول للحلول المرجوة بإجراء عمليات بحث منظمة تسترشد باتباع طرق منتظمة الاستخدام الآن أيام الكمبيوتر المعلوماتي.
وقد أثبت موهبة كبيرة أثناء دراسته لنظريات التحليل العددي والتشابه الجنيدي قبل طرح أفكار جديدة بشأن خصائص النظام الثنائي ودلالة تصنيف الحدود وحلول مثلثات الجذر التربيعي ثنائيت الدرجة وزاوية اكس سببيه الثلاثي. إن لهذه المغامرات المفاهيمية دور رئيسيالذي جعل منها حالة فريدة تميز عصره وانفردت بصدارتها لفترة طويلة نسبياً مقارنة بباقي علمائه ممن تناولوا نفس الموضوعات ولكن بزوايا مختلفة قليلا ربما أقل تفصيليا واتساقا مع جزئيات دقيقة أخرى أدت مباشرة لتطور النظرية كميزة هامشية مغيرة لدائرة عملية توسعية منذ نشوئها الأولى عندما نقل مصطلح البلد عرفاني الى القرن الثاني عشر الميلادي ليصبح جزء معرفيا يستخدم بكثافة داخل المجتمع الأوروبي التالي لاسبانيا ثم باقى القارتين الامريكيتين لاحقا بالتزامن مع مرحلة التنوير عصر النهضة الأوروبيه حيث اصبح الاسم الحالي للجسم العلمي مشتق جزئية من اصل عربي مسلم مختلط يدل دلائلا واضحات بتاريخ الانسانية المبكر الواسع المدى ومتنوع العصور الزمنيّة المختلف كتابة وفكرياً بلا حدود مرئية .
