كان موهانداس كارامتشاند غاندي، المعروف باسم "أمَا"، شخصية رائدة في تاريخ الهند الحديث، ترك بصمة عميقة كزعيم سياسي روحي وداعي لمتابعة العنف اللاعنفي لتحقيق الحرية الوطنية. ولد عام 1869 لأب حكومي هندي في بوربندر، غوجارات، وترعرع وسط بيئة تقليدية محافظة لكن مع تشجيع قوي على التعليم والمعرفة.
بدأت رحلة غاندي نحو النشاط السياسي بعد فترة طويلة من الدراسة القانونية في إنجلترا، حيث لاحظ بشكل مباشر الظلم الاجتماعي والقمع العنصري ضد الهنود المقيمين هناك. هذه التجربة غيرت نهجه وألهمت فلسفته التي عرفت فيما بعد بالساتياغراها - مقاومة الحق والحقيقة.
بعد عودته إلى الهند، بدأ غاندي حملاته الأولى ضد الاستعمار البريطاني باستخدام وسائل سلمية مثل مقاطعة البضائع وظاهرة الخروج الجماعي من المناصب الحكومية. ولكن دوره الأبرز كان خلال حركة عدم التعاون بين الحرب العالمية الثانية، عندما قاد احتجاجات شعبية واسعة نادت بالاستقلال ونبذت التعامل مع الحكومة البريطانية مباشرة.
على الرغم من مواجهة اعتقال متكرر ومواقف خطيرة عدة، استمر غاندي في الدفاع عن حقوق شعبه حتى حقق هدفه الرئيسي وهو استقلال الهند في عام 1947. بالإضافة لذلك، لعب دوراً محورياً في حل النزاعات الطائفية وحماية الأقليات الدينية المختلفة داخل البلاد.
لقد أصبح اسم غاندي مرادفا للسلام والأخلاق السياسية حول العالم. لقد أثبت أنه يمكن تحقيق التغيير الكبير بدون استخدام العنف، مما جعله مصدر إلهام لكثير ممن يبحثون عن طرق جديدة لحل الصراعات الاجتماعية والثقافية. إن تراثه يعكس القوة القوية للمقاومة السلبية والتزام الشعب بمبادئ العدالة والحرية.