تاريخ وفاة الخوارزمي الكبير ومؤلفاته المتميزة

التعليقات · 2 مشاهدات

توفي محمد بن موسى الخوارزمي، أحد أشهر العلماء المسلمين وأبرز رواد علم الرياضيات والفلك والجغرافية، سنة 850 ميلادية الموافق لسنة 235 هجرية. وكان رحيله

توفي محمد بن موسى الخوارزمي، أحد أشهر العلماء المسلمين وأبرز رواد علم الرياضيات والفلك والجغرافية، سنة 850 ميلادية الموافق لسنة 235 هجرية. وكان رحيله خسارة فادحة للمجتمع الثقافي والعلمي آنذاك؛ إذ ترك بصمة عميقة في مسيرة تقدم البشرية عبر مؤلفاته الرائدة.

وُلد الخوارزمي في منطقة خوارزم بإقليم خراسان (التابع لأوزبكستان اليوم). ثم انتقل مع أسرته إلى العاصمة العباسية بغداد حيث قضى معظم حياته العملية ضمن دائرة "دار الحكمة"، مركز نقل ونشر المعرفة والمعارف الأجنبية حينئذٍ بمبادرات من مؤسسه الخليفة المُعتصم.

كان لديه اهتمام واسع النطاق شمل تخصصات متنوعة كالرياضيات وعلم الفلك والتاريخ والجغرافية. وتميز بخبرته الغنية بالأعمال الهندية واليونانية القديمة. ومن أبرز نتاجاته الكتاب المرجعي الشهير "المختصر في حساب الجبر والمقابلة" والذي ألف فيه أساسيات عمليات الجمع والطرح والقسمة والضرب لحساب المسائل الدائرية والنسب وغيرها كثير مما أسماه علماء الغرب فيما بعد بـ"الجبر".

كما قام بتوضيح مفهوم دوائر الوحدة الخاصة بدراسات الزوايا وزوايا المضلع المنتظم محيطه للدوران حول نقطة ثابتة. وقد مهد هذا العمل الطريق لاستخدام نظرية الدوال المثلثية الحديثة لدى الغربيين في القرون التالية لتفوقه وحسن تصنيفه لموضوعاتها المختلفة بجداول منظمة منطقيًّا. ولا ننسى دوره القائم أيضًا على تصحيح بعض مغالطات أعمال الجغرافي القديم البطليموس وإعداد رسم بياني شامل للمعمور تدور حوله الأرض -خريطته العالمية الأولى-.

وفي مجال الفيزياء الفلكية، يجدر بنا ذكر جهوده المبذولة لرصد مواقع نجوم سماوية عدة وسبر غور مداراتهما المدارجية المتنوعة. وبفضل تلك الدراسات الفائقة دقتها فقد حقَّقت لها تسميتها الرسمية بين مكتبة مكتشفاتها الجديدة سواء داخل البلاد الإسلامية أم خارج حدود دول أوروبا المسيحية التقليدية تلك الفترة التاريخية نفسها تقريبًا. علاوة على إسهاماته الأخرى مثل وصف آليات عمل آلتَيْ ساعة مياه الشمس التقليدتين والاستدلال عليها بناء قوانينه المنطقية المستحدَثة حديثَ ذاك زمن!

إن ثمار عطائه المعرفي الطويل المدى ستظل ملء السمع والبصر لكل عاشق للسعي نحو معرفة جديد ودافع للتقدم الإنساني المشترك حتى يوم القيامة إن شاء الله تعالى

التعليقات