تعد قرطاج واحدة من أقدم المدن التاريخية الواقعة على ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي تستحوذ على مكانة فريدة في تاريخ المنطقة لما تضمه من آثار وحضارات متنوعة. يرجع تاريخ تأسيس هذه المدينة العريقة إلى العام 814 قبل الميلاد، وذلك في زمن انتماء البلاد للحضارة الفينيقية.

تشير بعض المصادر التاريخية القديمة إلى أن أميرة فينيقية شهيرة تُدعى عليسة ديدون قد أسست قرطاج. وفقًا لهذه القصص الأسطورية، فقد فرَّت ديدون من وطنها الأصل في فلسطين بسبب خلافات شخصية مع أشقائها، واستقرت فيما بعد في شمال إفريقيا الحالي لتأسيس قاعدة لها هناك. اختارت هذا الموقع الاستراتيجي على تل مرتفع يسمى "بيرسا" - والذي يُعتقد أنه يعني حرفيًا "جلد ثور".

مع مرور الوقت، تحولت قرطاج تحت حكم ديدون إلى قوة بحرية عظيمة امتدت نفوذها لتغطي مناطق واسعة حول البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك مناطق من غرب أوروبا حتى وسط أفريقيا. ارتقت قرطاج لمكانة الإمبراطورية وقد تطورت فيها الثقافة والبنية التحتية بشكل كبير ليصبح لها أسلوب مميز يعكس الهوية الفينيقية ولكن تحت تأثير ثقافات أخرى أيضا مثل البيزنطيين والرومان لاحقا.

وفي الجانب الآخر من العالم المتوسطي، ظهرت إحدى أقوى الدول الأخرى وهو الجمهورية الرومانية المتنامية بسرعة. اشتعل الصراع بين البلدين مما أدى لغزو روماني لقربتونيا وانتهى الأمر باحتلال روما لقربتونيا نهائياً حوالي العام 146 ق م . رغم الفترة المضطربة تلك، حافظت قربتونيا على طابع خاص يجمع بين التأثيرات المختلفة للتقاليد المحلية والعصور الجديدة للإدارة الرومانية والإسلامية لاحقاً. اليوم تعد قربتونيا وجهة سياحية رئيسية معروفة بتاريخها القديم وآثارها البديعة كالحمامات العامة الرومانية والمعبد الشهير للعبادة الوثنية بالإضافة لمسرح روماني رائع تجذب كل هاوي للسياحة التاريخية لإكتشاف المزيد عنها!