الموارد البشرية تُعتبر لبنة بناءً هامةً لكل منظمة، فهي العنصر الحيوي الذي ينظم أداء الأعمال ويحرك عجلة التقدم. يمكن تعريفها ببساطة كالجهد البشري المستخدم داخل الشركة لإنجاز مختلف الأنشطة والعمليات اللازمة لتحقيق الأهداف المشتركة. هذا التعريف يشمل ليس فقط "العامل"، ولكنه أيضاً يدخل ضمنه كل شخص يعمل لدى تلك المنظمة بغض النظر عن موقعه الوظيفي.
من منظور أكثر شمولاً، تعد إدارة الموارد البشرية عملية شاملة تشمل جوانب عدة مثل التخطيط، التنظيم، التوجيه، والرقابة فيما يتعلق بالقوى العاملة. إنها مسؤولية مشتركة بين جميع القادة والإداريين في المنظمة، فضلاً عن دور متخصصي الموارد البشرية الذين يركزون حصراً على هذه المسائل. يعزو البعض بداية اهتمام الشركات بالإدارة الفعالة للموارد البشرية إلى عوامل خارجية مثل التدخل الحكومي في العلاقات العمالية وصعود ثقافة حقوق العاملين، وكذلك التأثير الداخلي للتنظيمات العمالية الدولية والأجواء الاقتصادية الصناعية المتغيرة.
تهدف إدارة الموارد البشرية إلى خدمة العديد من الأهداف المهمة. أولها ضمان توافر موظفين مؤهلين بكفاءة وكفاية لتلبية حاجات المنظمة وتحقيق مصالحها ومصلحة مجتمع العاملين أيضا. ثانياً، يتعين على قسم الموارد البشرية التنسيق بسلاسة مع الأقسام الأخرى للدعم والاستشارة بشأن أمور الأفراد. ثالثاً، تكمن مهمتها الرئيسية في حفظ دوام تدفق المواهب الجديدة عبر عمليات الانتقاء والتعيين وبرامج الإحالة، والحفاظ على عزيمة واستقرار قوى العمل الموجودة بالفعل باستخدام نظم المكافآت التشجيعية والتدريب المهني المستمر. أخيرا وليس آخرا، تسعى هذه الإدارة غايَّةَ رفاهة العامل مادياً وجسدياً وفكريا، وهي هدف نبيل يساهم بتحسين مستوى حياة الأشخاص ويعزز روح الولاء تجاه مكان عملهم نفسه.
تشمل مهام الموارد البشرية تخصصاتها النوعية والتي تتمثل بطبيعة الحال في تنمية وقدرات موظفي الشركة وكفاءتهم العملية ومنحهم فرص ترقية مناسبة لمنصب أعلى وفق قدراتهم وصفاتهم الذاتية. أما الجانب الإداري لهذه الوحدة فقد حدده خبراء المجال بأنه شامل للإجراءات التقليدية الأربع للمدير الناجح وهو التخطيط والتنفيذ والتوجيه الرقابي للأداء اليومي لفريق العمل برمتها ليضمن انسجامهم باتجاه واحد نحو رؤية واحدة محددة منذ البدء.
يتمثل مرحلتان رئيسيتان للتخطيط الفعال للموارد البشرية هما تحديد احتياجات المنظمة المستقبلية بعد دراسة جدوى السوق المحلي والدولي واتخاذ قرار مناسب حول كيفية التعامل معه سواء كان نقصاو زائد عامليا ثم يأتي الدور التالي وهو وضع توقعات واقعية مبنية على بيانات حديثة عن سيرورة تغيرات بيئة العمل الداخلية والخارجية مقارنة بحجم طلب الخدمة حالياً مقابل القدرة الاستيعابية لها مستقبلاً. هنا تأخذ حسابات احتمالات الاحتمال أهميته القصوى لاتخاذ القرار النهائي بشأن قبول تكلفة توسعات جديدة محتملة أو سبيل تصحيح عدم مسوغيات معينة موجودة أصلا بالنظام الآن.
ختاما ، فإن فهم جوهر ودور المواردالبشرية ضروري لصناعة مستدامة ومربحة فهو بالتأكيد ليس مجرد جانب "إداري" روتيني بل هو قلب الحياة التجارية الحديثة والذي يُنسّق بين طموحات الجميع -الشركةوالعاملآنذاك-.