تطوير الذات يُعتبر رحلة مستمرة تتطلب الوعي الذاتي والرغبة الجادة للتقدم والتحسن. هذا المفهوم ليس حديثًا كالصورة الحديثة التي ربما نشأت عنها؛ فهو جذوره عميقة جداً في التاريخ الفلسفي والفكري القديم. الأفراد مثل أفلاطون يؤكدون بشدة على دور تربية النفس كوسيلة فعالة لتحقيق النماء الداخلي والخارجي بما يفوق تأثير تربية الآخرين غالبًا.
يمكن وصف تطوير الذات بأنها عملية اكتساب ونقلّل من مهارات ومعارف جديدة، وتحسين القدرة الشخصية والكفاءات القائمة - سواء أكانت تلك المهارات ذات بعد نفسي أو اقتصادي أو متعلقة بالممارسات العملية ضمن مجالات مختلفة. عادةً، يتم استخدام مصطلح "تطوير الذات" عند الإشارة إلى تنمية المهارات الذاتية وإدارة المواقف والصعوبات بكفاءة أكبر، المبنية على التجربة اليومية والملاحظة المستمرة للسلوكيات البشرية المحيطة بنا.
إن تحقيق حياتك القصوى والسعادة يعد نتيجة طبيعية لتطوير الذات. الخطوة الأولى نحو هذا المسار هي تقدير واحترام شخصيتك الحالية ومتابعة ميولاتك الطبيعية دون محاكاة غيرك. فالتركيز فقط على طلب رضا الغير سيكون بلا جدوى إذا لم تكن مواهبك تسمح بذلك. بعد تحديد نقاط قوّتكِ وكيفية رؤيتك للعالم الأمثل والأدوار المرغوبة للنفس المستقبليّة، فإن خطوات بناء شخصية أقوى تبدأ هنا بإمكانية قبول الذات كما هِيَ الآن قبل الرغبة بالإصلاح والتغيير. وهذا مشابهٌ لما يحدث عندما يريد المعلم تحفيز أحد طلابه رغم كره هذا الطالب لذلك المعلم تحديدا! تماما كما تحتاج التربية الخارجية لدعم المعرفة الداخلية أيضًا، تضمين تجارب الآخرين والمعلمين عبر الاطلاع عليهم مباشرة أو قراءات كتبهم وثروات أعمالهم الفكرية والثقافية الأخرى أمر ضروري للغاية لمسارك الشخصي والاستفادة منها قدر المستطاع لتصبح جزءا أساسياً مما يُسمى بطاقة المعرفة الإنسانية المتراكمة عبر الزمان والمكان تحت شعار معرفة الماضي لبناء حاضر أفضل واستشراف مستقبل أكثر سلاماً وانطلاقاً وسعة افقاً لدى الإنسان الواحد كمؤثر رئيسي وحافز أساسي لكل مجتمع متقدم راقي حضاري بغض النظر عنه.. إنها رؤية شاملة للحياة بكل جوانبها وليس مجرد موضوع عبثي سطحى خارج سياقه الواقع العملي المرتكز فى جوهره الأساسى وهو فضل الله والعطاء الربانى ثم جهود الانسان الرائع الرائدة المضنية الناجحة دوماً بإذن الله عز وجل .
