بدأت رحلة فهم الجاذبية منذ زمن الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو، الذي اقترح أن الأجسام تتجه نحو مركز الكون بسبب طبيعتها. ومع ذلك، فقد تحدى هذا الرأي العالم إيزاك نيوتن في القرن السابع عشر عندما طور نظرية الجاذبية العالمية، موضحًا أن القوة الجاذبية تعتمد على كتلة الجسيمين ومدى بعدهن البعض عن الآخر. قبل إي اختراع نموذج نيوتن للجاذبية، قام غاليليو بالجريء بالطعن في أفكار أرسطو التقليدية حول عدم ارتباط سرعة السقوط بكتلة الجسم، مؤكدًا بدلاً من ذلك دور تأثير مقاومة الهواء والحركة المشابهة للساعات البندولية والميكانيكية ذات المنحدرات المنحدرة.
وفي بداية القرن العشرين، أعاد ألبرت آينشتاين تشكيل المفاهيم مرة أخرى باستخدام نظريته النسبية العامة، والتي ابتعدت عن تصور نیوتن للقوة لصالح توصيف أكثر شمولاً يركز على تأثيرات الزمان المكاني الثنائي الأبعاد المرتكز حول المادة المتحركة داخل عالم موحد ومتكامل. وفقًا لأينشتاين، ليست هناك حاجة للاعتقاد بوجود قوة فعلية تجذب الأشياء بعضها تجاه بعض؛ بل إنها مجرد وهم نتجت عن اعوجاج فضائي سببه وجود تلك الكتل. إن عمله الضخم منحنا منظور جديد تمامًا حول كيفية عمل الكون بطرق لا تستطيع قوانين نيوتن شرحها بشكل كافٍ.
ومن الجدير بالذكر أن مساعي البشر الدؤوبة لفهم خصائص البيئة المادية التي نوجد فيها قد أثمرت مستويات مذهلة من المعرفة والتقبل المستمر للتغيرات والتوسعات الجديدة في معرفتنا بالعالم من حولنا - وهو دليل حي يدعم تقدم الإنسانية وتطورها المعرفي والفكري.