إسحاق نيوتن: رائد اكتشاف قانون الجاذبية الأرضية

يُعتبر العالم إسحاق نيوتن أحد أعظم العلماء في التاريخ الإسلامي والعلمي، وذلك لعدة إنجازات بارزة تركت بصمة عميقة في مجال الفيزياء. ومن بين هذه الإنجازا

يُعتبر العالم إسحاق نيوتن أحد أعظم العلماء في التاريخ الإسلامي والعلمي، وذلك لعدة إنجازات بارزة تركت بصمة عميقة في مجال الفيزياء. ومن بين هذه الإنجازات الرائدة اكتشاف قانونه الشهير حول الجاذبية الأرضية والذي يظل حتى يومنا هذا أساساً أساسياً لفهم حركة الأجسام وسلوكها تحت تأثير القوى الطبيعية.

ولد نيوتن عام 1642 ميلادياً في وولستوب بكينت بإنجلترا، وتلقى تعليمه المبكر بمدرسة الثانوية المحلية قبل التحاقه بكلية ترينيتي بجامعة كامبريدج عام 1661. خلال فترة وجوده هناك، واجه الجامعة اضطرابًا بسبب انتشار وباء الطاعون الدبلي مما أدى إلى تعطيل الدراسة بشكل مؤقت. استغل نيوتن تلك الفترة لممارسة مشروعات علمية شخصية مكثفة حيث قام بتأسيس نظرياته الخاصة فيما يتعلق بالضوء والجسيمات الصغيرة وكيف يمكن لهذه النظريات المساهمة بفهم طبيعة الظواهر الأخرى مثل الصوت والحركة وغيرهما الكثير.

وعندما عادت الحياة الأكاديمية إلى طبيعتها بعد انتهاء الوباء، حقق نيوتن تقدماً كبيراً بنشر كتاب "Principia Mathematica" ("الأصوليات الرياضيات") عام 1687 وهو عمل شامل يُعَدّ المرجع الرئيسي لأبحاث شاسعة المدى حول الحركة والأجرام السماوية والقوانين المتحكمة بها. ضمن هذا الكتاب، عرض نيوتن ثلاثة قوانين أساسية تصف سلوك جميع الأجسام بما فيها الصخور والسفن الفضائية والكواكب: القانون الأول يعرف بالحفاظ على حالة الراحة أو الحركة المنتظمة؛ الثاني ينص على العلاقة الهندسية للقوة مع التسارع؛ أما الثالث فهو عبارة عن ازدواج للرؤيتين الأولى والثانية ولكن عوضا ذلك فإنه يدور بشأن اتجاه التأثيرات المتبادلة للأجسام عند تطبيق قوة ما عليها وعلى جسم آخر.

لكن أكثر ما حاز اهتمام المجتمع العلمي آنذاك كان الفصل الثالث عشر من "الأصوليات الرياضيات"، والذي احتوى تفاصيل مذهلة لقانون الجاذبية العام. وفقا لنظرته الجديدة، فإن لكل جسم جاذبة تتناسب طرديا مع كتلتيه وموجّه نحو مركز خفة كل منهما -أي مسافة فاصلة بين مركزي الجسمين-. وقد أتاحت له دراسته الواسعة لحركات الأقمار ومعلومات أخرى مستمدة عبر مراقبات دقيقة للمراقبين غير الرسميين موقع الشمس والمجرات المختلفة أن يستنتج أن تأثير قوى جذب مشابه أيضا يؤثر على أجرام كوننا الغامضة -والأرض جزء منها بلا شك!- رغم بعدها الشاسع عنها مقارنة بالأشياء اليومية المعروفة. وأوضح كيفية ارتباط هذا الأمر بحساب دائرة المدارات الفلكية حسب قانون كيبلر الثاني بالإضافة للتفسير المنطقي لتلك الظاهرة باستخدام نظرية البندول التي وضع لها أيضًا قاعدة خاصة للحالات المستقيمة فقط.

وفي حين قد تبدو لنا هذه الحقائق بديهية الآن، فقد كانت ثورية للغاية وقت ظهورها لأنها سببت نقلة نوعية كبيرة بالتعبير عن عالمنا بطريقة جديدة تماماً لم تكن ممكنة قبلا دون استخدام رياضي متقدم ودقيق جداً كما فعل نيوتن فعلاً. ولذلك تعتبر أفكار نيوتن المؤثرة نقطة تحول رئيسية في تطوير فهم البشر لعالم الطبيعة وخاضتْ شعابًا واسعة في مجالات متنوعة كالفيزياء والكيمياء وعلم الفلك والتكنولوجيا الحديثة أيضاً والتي نستخدمها بدون انقطاع منذ قرون مضت! إن دور إسحاق نيوتن الريادي باكتشافه قانون الجاذبية الأرضية يشكل علامة فارقة تجسد تناغم الإنسان وحكمته الخارقة لاستكناه الأسرار المخفية خلف مظاهر الدنيا المألوفة.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات