بدأ الطريق نحو اختراع الهاتف المحمول برؤية فذة لمهندس أمريكي يُدعى مارتن كوبر. ولد كوبر في 26 ديسمبر 1928 في مدينة شيكاغو، ليصبح فيما بعد مهندس بارز وكان له دور فعال في تطوير الاتصالات اللاسلكية.
بعد حصوله على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من معهد إلينوي للتكنولوجيا, انضم كوبر للقوات البحرية الأمريكية أثناء الحرب الكورية. عقب خدمته العسكرية, عمل في شركة "Teletype" قبل انتقاله لشركة "موتورولا". هنا، وجه تركيزه نحو الأبحاث المتعلقة بالإشارات الضوئية والموجهة لاسلكيًا.
أدت جهوده المبذولة داخل "موتورولا" إلى ظهور أول هاتف خلوي عملي - والذي عرف لاحقاً باسم "Dyna-Tac". وعلى الرغم من وجود العديد من محاولات مماثلة سابقاً, إلا أنها لم تكن متاحة تجارياً كما كانت حالة تصميم كوبر. لقد قام بتقديم طلب الحصول على براءة اختراع لأول مرة بتاريخ 19 أبريل 1973.
في يوم تاريخي في الثالث من أبريل عام 1973, وقف مارتن كوبر وسط شوارع مدينة نيويورك الفاخرة وأجري المكالمة الأولى باستخدام جهاز "Dyna-Tac"، متحديًا حدود التقنية الحديثة آنذاك. لم يكن هذا الحدث مجرد خطوة للأمام بالنسبة لتطور الهواتف القابلة للحمل؛ ولكنه أيضًا بداية حقبة جديدة من التواصل العالمي المستمر.
مارتن كوبر ليس فقط رائداً في عالم تكنولوجيا الاتصال ولكن أيضاً شخصية متعددة المواهب. فهو باحث ومتعلم دائماً بالإضافة إلى كونّه عاشق للرياضة والحفاظ على اللياقة البدنية. وقد ظل محافظاً على حب التعلم طيلة حياته، حتى أنه يشاركه هوايته الشخصية في حل ألغاز الكلمات المتقاطعة اليومية المنشورة بمجلة صحيفة نيويورك تايمز الشهيرة!
على مدار مسيرته العملية الحافلة, أسهم كوبر بشكل كبير عبر عدة شركات مختلفة مثل "Arraycomm Inc." والتي ترأس مجلس إدارة لها بين الفترة الزمنية الواقعة ما بين العامين ١٩٩٢ ميلادية وحتى اعتزال العمل نهائياً وترك قيادة الشركة نهاية تسعينيات القرن الماضي الموافق للسنة ٢٠٠٧ تحديداً .