علم الاجتماع، باعتباره أحد فروع العلوم الإنسانية، يعتمد على مجموعة متنوعة من المناهج وأساليب البحث لفهم الأنماط والمعايير الاجتماعية المعقدة. لكل منهج خصائص فريدة تساهم في الوصول إلى فهم أعمق للتفاعلات البشرية داخل نسيج المجتمع. سنتخذ هنا رحلة استكشافية عبر ثلاثة منازل بارزة تُستخدَم عادةً في مجال البحث الاجتماعيوِ.
1. المنهج التاريخي المقارن: يُعتبر هذا النهج وسيلة فعالة لدراسة تراكم التغيرات الاجتماعية وتأثيراتها على شبكات العلاقات الاجتماعية. وهو يهتم بدراسة تطورات مجتمع أو ثقافة ما بتحليل وثائق تاريخية ومقارنتها بنظائرها عبر مختلف البلدان والثقافات. ركزّ هذا المنهج غالبًا على الاستنتاجات العامة الناجمة عن دراسات حالة محددة.
2. المنهج الوصفي: يعدُّ هذا النوع من أساليب البحث الأكثر شيوعًا في فهم الجوانب المعقدة للحياة اليومية. يقوم الباحثون باستخدام بيانات كمية ونوعية واسعة المواصفات لرسم خريطة دقيقة ومتكاملة للعناصر العامّة المرتبطة بدراسة الحالة المُختارة. يشكل تصنيف وحدات الدراسة الأساسية واستخلاص المؤشرات الرئيسية وتحليل العلاقات الداخلية والخارجية للدراسة جوهر مراحل التصميم والتنفيذ لهذه التقنية. تشمل أمثلة التطبيق العملي لهذا المفهوم إعداد إحصائيات حول معدلات الزواج/الطلاق والعمر والجنس وما إلى ذلك بالإضافة لتحليل سلوك الأفراد المنخرطين ضمن ديناميكية اجتماعية مُحدَّدة لدرجة كبيرة.
3. المنهج التجريبي: ينصب تركيز هذه العملية البحثية نحو اختبار فرضيات محددة مرتبطة بمواقف محددة تحت ظروف مخبريَّة مضبوطة ومراقبة بإحكام. تبدأ الخطوات العملية بالإعلان الواضح لمشكلة بحث ذات أهميتها النظرية وباستخدام منطق رياضي لاستنتاج روابط سببية محتملة بين متغير مستقل وآخر تابع مما يؤدي بعد ذلك لإجراء تدخل مفترض بواسطة الفريق المكلف برصد تأثير التدخل موضع التجارب المتعددتين على أساس تكرار إجراء نفس التجربة عدة مرات بغرض ضمان نتائج ثابتة ولا تتأثر بالعامل الصدفة .
4. المنهج المقارن: يسعى هذا المنهج لحشد رؤى جديدة بشأن القضايا الملحة عبر تحليل وتقييم حالات مختلفة وفي مناطق جغرافية ووقائع زمنية متفاوتة بهدف تبادل المعارف المكتسبة والتي تعزز التفكير النقدي لدى المجتمع الأكاديمي المهني وذلك لتحسين قدرتهمعلى حل المسائل العالمية وتعزيز فرص تقديم حلول مبتكرة لما يصاحبه تلك المشاكل الدولية المترابطة ارتباط مباشر بشؤون الشعوب المحلية والقوميات الأخرى أيضًا.
تجدر الإشارة إلى أن اختيار أحد مسارات التصميم أعلاه يأتي نتيجة نظرية وخبرة شخصية للباحث الأساسي إذ تتطلب جميع تقنيات الاكتشاف ذاته الدقة والإبداع والاستيعاب العميق لنطاق واتساع الجدوى المحتملة للاستراتيجية المعتمدة أثناء تحقيق هدف المعلنة أصلاً قبل بداية تنفيذ أعمال ميدان التحقيق نفسه تمامًا كما هو حُدد سابقًا ضمن التصريح الرسمي الخاص بكل مشروع بحاث فردي أو جماعي حسب طبيعة الموضوع المطروح للنقاش داخل بوتقة إطار علم اجتماع عام شامل وموسع شامل لكل جوانب الحياة المجتمعية كوحدة مجالية قابلة للاشتغال والتغير وفق نواياه ورغبات أفرديه المختلفة وفق السياقات الخاصة بكل مرحلة عمرية واجتماعية لهم وللمحيط التابع لهؤلاء الأشخاص بالتبعيّة المباشره لها .
