على الرغم من أنه يمكن اعتبار العديد من الأشخاص "واضعي القدم" في الهند عبر التاريخ، إلا أن اللحظة الأكثر تميزًا والتي تعد نقطة تحول رئيسية في العلاقات الدولية كانت عندما هبط فاسكو دا غاما، وهو مستكشف برتغالي بارز، على ساحل كوتشي الحالي في ولاية كيرالا الجنوبية عام ١٤٩٨ م. وقد جاء هذا الحدث نتيجة لرغبته الشديدة في العثور على طريق بحري مباشر إلى الشرق الأقصى لتجنب طرق التجارة الأرضية الطويلة التي كانت تحت سيطرة الإيطاليين والإسبان آنذاك.
قبل مجيء داكاما، كانت هناك شبكات واسعة للتبادل التجاري تربط آسيا الوسطى وجنوب غرب آسيا بشبه الجزيرة العربية والصين وأجزاء أخرى من العالم القديمة. أحد أهم هذه الشبكات كان الطريق الحرير الشهير الذي نقل البضائع الثمينة كالجلود والتوابل والعاج وغيرها من المنتجات النادرة عبر آلاف الأميال. ومع ذلك، فإن الوصول البحري لهندسة هندسة داغاما عزز بشكل كبير قدرة أوروبا على القيام بنشاط تجاري مباشر مع الهند وشرق آسيا، مما أدى لاحقا لإقامة استعمارية واستغلال هائلين لهذه المناطق الغنية بالموارد الطبيعية.
لكن التأثير السياسي والأخلاقي لأفعال داغاما لم يكن الوحيد الذي ترك أثرا عميقاً على تاريخ الهند المعقد المتعدد الثقافات والاحداث الجيوستراتيجية. فقد شهدت البلاد عدة فترات حكم متعددة منذ الألف الثالث قبل الميلاد تقريبًا، بما في ذلك فترة الحكم الآري المبكر وحكم إمبراطورية مغول فيما يعرف اليوم باسم شمال الهند حاليًا. كما لعب المسلمون دوراً حاسماً خلال القرون الوسطى، حيث أسسوا سلطنة دلهي وملوك آخرين حكموا مناطق مختلفة بإقليم الهند الحديث. وفي النهاية، قاد نضال استقلال يقوده مجموعة متنوعة ومتنوعة من الأيديولوجيين الوطنيين إلى تشكيل جمهورية الهند الحديثة بعد العقود الأولى من القرن العشرين.
إن دراسة قصة الاكتشاف والحكم والحركة الوطنية المتعلقة بهذا البلد الكبير تكشف لنا صورة أكثر تعقيدا بكثير للشخصية الفردانية لـ"مكتشف" الوطن؛ فهو ليس مجرد شخص واحد بل جزء اساسي ضمن سرد عالمي يحكي كيف شكل الإنسان مصيره ومصائر الآخرين حول العالم حسب الرؤية الذاتية لكل ثقافة ودولة. إنها دعوة لاستكشاف الماضي لاستيعاب حاضرنا وفهم مستقبل البشرية المشترك بشكل أفضل.