الغلوتامين، واحد من الأحماض الأمينية ذات الثقل الكبير في جسم الإنسان، يلعب دوراً حيوياً متعدد الأوجه. فهو ليس مجرد اللبنة الأساسية لبناء البروتينات فحسب، بل يشكل أيضاً جزءاً أساسياً من جهاز المناعة ويعمل بنشاط لصيانة وصحة الأمعاء. يوجد هذا الحمض الأميني بشكليه "L-glutamine" و"D-glutamine". يقوم الجسم بإنتاج الغلوتامين داخلياً، خاصة في العضلات، ليُرسَل بعد ذلك عبر مجرى الدم للأعضاء المتطلبة. يمكن الحصول عليه كذلك من مصادر غذائية مثل البيض، لحم البقر، الحليب الخالي من الدهون، الأرز الأبيض، والذرة. بالإضافة لذلك، هناك مكملات غذائية توفر الغلوتامين.
على مستوى العلاج الطبي، يعد الغلوتامين سلاحاً قوياً ضد مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية. بالنسبة لحالات الحروق، ثبتت قدرته على تقليل العدوى وتسريع الشفاء. لدى مرضى الإيدز، يساعد الغلوتامين في تحسين عملية امتصاص المغذيات مما يعزز زيادة الوزن. وفي حالات التهاب الفم الناجمة عن علاجات السرطان الكيميائية، قد يخفف الغلوتامين من الآلام والتورم. أثناء العمليات الجراحية، يُعتبر إضافة الغلوتامين للتغذية الوريدية مفيدة لتعزيز الوظائف المناعية وخفض مخاطر المضاعفات المرتبطة بالعدوى.
بالإضافة لهذه الاستخدامات الواضحة، فإن للغلوتامين تأثيرات واسعة ومتنوعة على الجسم. فهو يدعم عمليات الهضم ووظائف الجهاز المناعي وغيرها الكثير من الوظائف الأساسية للجسم خصوصاً خلال فترات الضغط النفسي. يعمل أيضاً كتزويد بالنيتروجين والكربون اللازم لمختلف خلايا الجسم. علاوة على ذلك، يستعمل لإنتاج أحماض أمينية أخرى ومصدر للسكر (الجلوكوز).
بشكل عام، يُعتبر الغلوتامين آمن للاستعمال عند معظم البالغين طالما تم احترام الحدود القصوى للجرعات اليومية سواء كانت عن طريق الفم (لا تتجاوز 40 جرام) أو حقن (600 ملجم/كيلوجرام وزن). ومع ذلك، من الجدير بالملاحظة أن النصائح الطبية الشخصية هي الأكثر أهمية قبل البدء باستخدام المكملات الغذائية لأي نوع بغرض الوقاية أو العلاج.