تعد الرياضيات أحد أركان المعرفة الإنسانية الرئيسية، وهي ليست مجرد مجموعة من العمليات الحسابية البحتة بل تمتد لتشمل نظريات ومعادلات ذات دلالات عميقة. واحدة من المفاهيم المهمة التي يتم تناولها عادة في دراسات الرياضيات المبكرة هي جدول الضرب. يُعرَّف الضرب بأنه تكرار الجمع لنفس الرقم عدة مرات وفقاً لكميته المقترحة في العملية الحسابية. مثلاً، 5x3 تعني إضافة العدد 3 خمس مرات: 3 + 3 + 3 + 3 + 3.

جدول الضرب، وهو جزء مهم جداً من هذه الممارسة، يقوم بتدوين نتائج عمليات ضرب كل أعداد طبيعية مع بعضها البعض حتى الوصول إلى مضاعفات العدد اثنا عشر. تاريخياً, هناك خلاف حول الشخص الذي اكتشف الجدول لأول مرة. ولكن، غالبية المؤرخين يرجعون الفضل إلى الفيلسوف وعالم الرياضيات اليوناني القديم فيثاغورس والذي عاش حوالي القرن السادس قبل الميلاد. وقد اشتهر رجل الثورة الفلسفية والجبرية بهذا الاكتشاف بالإضافة إلى نظرياته الشهيرة الأخرى المتعلقة بالمثلثات والقوانين الموسيقية.

وعلى الرغم من ارتباط اسم فيثاغورس بشكل كبير بجداول الضرب، فقد وردت ادعاءات لاحقاً تفيد بأن العالم البريطاني جون لسل لي قد كتب أول كتاب متكامل يحتوي على جدول الضرب يصل حتى مربع الرقم تسعين (99) وذلك في العام ألف وثمانمئة واثنين وعشرين ميلادي. وبالتالي يمكن اعتبار هذين الرجلين كأحد مؤسسي فكرة جداول الضرب الحديثة بناءً على الأدوار المختلفة لكل منهما - الأخير منها تنظيميًا ونشرًا للنظام المعتمد حاليًا الذي يستخدم اليوم عالميًا ويتلقفه طلاب المدارس بداية سنوات التعلم الأولى لهم.

ومن أجل مساعدة الأطفال بشكل خاص على تذكر واستيعاب تلك الجداول المنطقية والمرتبة بدقة، ظهرت العديد من التقنيات التعليمية الجديدة المساعدة والتي تشمل الوسائط المرئية والألعاب الترفيهية المحفزة فضلا عن استخدام تقنيات التعلم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي الناشئة مؤخراً مما يعكس مدى تأثير وتحويل مجال التعليم نحو آفاق جديدة أكثر توافقا مع العصر الحديث ومتغيراته المستمرة باستمرار!