رحلة الاكتشافات: رحلة العالم العربي الشهير ابن بطوطة عبر الزمن

التعليقات · 0 مشاهدات

كان الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف باسم ابن بطوطة أحد أشهر الرحالة والمؤرخين العرب الذين عاشوا في القرن الرابع عشر

كان الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف باسم ابن بطوطة أحد أشهر الرحالة والمؤرخين العرب الذين عاشوا في القرن الرابع عشر الميلادي. ولد في طنجة المغربية سنة (703 هـ /1304 م) واشتهر برحلته العالمية التي استمرت لأربع وعشرين عاماً تقريباً، بدأت بعد وفاة والده حين كان عمره حوالي العشرين عاماً. كانت هذه الرحلات شهادة حية حول الثقافات والأماكن المختلفة آنذاك.

بدأت رحلته الأولى إلى الحجاز حيث زار المدينة المنورة ومكة المكرمة، ومن ثم اتجه نحو مصر والشام وسوريا والأردن وفلسطين قبل عبوره البحر المتوسط متوجهاً إلى إيطاليا وأوروبا الغربية. هناك التقى بالعديد من الشخصيات المؤثرة مثل البابا يوحنا الثاني والعشرين أثناء وجوده في روما. كما قام بزيارة العديد من البلدان الأوروبية بما فيها فرنسا وإسبانيا وإنجلترا وهولندا وغيرها الكثير.

بعد ذلك عاد مجدداً إلى الشرق الأوسط لكن مساره هذه المرة قادته شرقاً عبر إيران والعراق وسورية وبغداد والجزيرة الفراتية قبل الوصول إلى الهند وجنوب آسيا. استمر تسجيل تجاربه وتدوينه لكتاب "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، والذي يعد واحداً من أهم الأعمال الأدبية التاريخية العربية.

في كتاباته، وصف ابن بطوطة تفاصيل الحياة اليومية والتقاليد والمعتقدات الدينية والثقافية للبلدان التي زرعها، مما جعله مصدر معلومات قيمة لفهم تاريخ تلك المناطق خلال فترة مهمة جداً من التاريخ العالمي. بالإضافة لذلك، سلط الضوء أيضا على التجارب الشخصية لكل شخص قابل لهم خلال سفره الشاق والذي امتد لمسافة كبيرة تشمل أكثر من خمسين ألف كيلومتر بحسب تقديرات البعض.

وفي النهاية، عاد ابن بطوط مرة أخرى إلى وطنه وحصل على مكانت خاصة لدى السلطان أبي عنان المريني بمراكش بسبب شهرته الواسعة ونفوذه الكبير بين الناس. توفي عام (779هـ/1377م) تاركا لنا تراثا ثريا يعكس فكر عصر ذهبي للعالم الإسلامي وشاهدا حيّا على تنقل البشر وكيف يمكن للإنسانية المشتركة أن تجمع الشعوب رغم كون المسافات عظيمة وغير معلومة حين ذاك.

التعليقات