تاريخ اكتشاف واستخدام النار لدى البشر

التعليقات · 1 مشاهدات

أحدث اكتشاف النار ثورة في حياة الإنسان البدائي، مغيرًا مجرى التاريخ الإنساني نحو تقدّم هائل. يرجع الفضل في ذلك إلى قدرتها على تزويد البشر بحاجيات أساس

أحدث اكتشاف النار ثورة في حياة الإنسان البدائي، مغيرًا مجرى التاريخ الإنساني نحو تقدّم هائل. يرجع الفضل في ذلك إلى قدرتها على تزويد البشر بحاجيات أساسية مثل الضوء والدفء، بالإضافة إلى طهي الطعام وتحسين نوعيته الغذائية. قبل توفر النار، كانت الحياة تتمركز حول ساعات النهار فقط؛ ومع ظهور النار، امتدت نشاطات البشر ليلاً أيضًا.

وقد طرحت عدة نظريات حول كيفية اكتشاف النار لأول مرة. تشير إحدى الفرضيات إلى مراقبة البرق أثناء ضربة الأشجار كمصدر محتمل للاندماج الحراري الطبيعي. بينما يعتقد آخرون أنها ربما نجمت عن الاحتكاك الناجم عن حركة حجارة الرمل مع سطح صخري خشن. وبينما لم يُعرف بالتحديد الموقع والأسلوب الأمثل للاكتشاف الأول لنيران مدبرة يدويًا، إلا أن هناك مؤشرات واضحة على وجود تقنيات مبكرة لإدارة这一منبع الطاقة الجديدة المكتشفة حديثًا.

في جنوب إفريقيا تحديداً، يعود أول دليل موثوق على سيطرة بشرية متعمدة على اللهيب إلى أكثر من مليون عام مضت، وذلك بناءً على آثار احتراق لعظام حيوانية وجدت بالقرب من مخلفات كهوف تحتوي على أدوات قديمة لحفظ نار مستدامة. يشهد هذا الوجود المبكر لوسائل إشعال ونقل وحفظ النار على انتشار شعلة الإبداع الإنساني بسرعة غير مسبوقة عبر مختلف القارات والمستويات الاجتماعية والثقافية لتلك الحقبة الزمنية الغابرة.

وتمثل فترة عصر البرونز بداية حقبة جديدة تمامًا بالنسبة لسكان أوروبا الذين دمجوا بشكل فعَّال نظامَيْ "النار" و"التعدُّن"، فتطوروا بذلك نحو مستوى أعلى بكثير من المهارة والصناعة التقليدية المعروفة آنذاك. وكان لإدخال عناصر خارجية كالذهب وطرق سكبها - وهي عملية تستوجب درجات حرارة عالية للغاية- دور محوري في تعزيز مكانتهذه الثورة الهائلة ضمن خانة أهم اختراعات الجنس البشري عموما.

وفي بلاد الفراعنة، اعتُمِد استخراج المناجم وصهر المعادن بتسخينها بالنار داخل أفران مصممة خصيصًا لذلك الغرض منذ آلاف السنوات. وكانت لهذه العملية برمتها تداعيات جمّة تجسد نفسها بدلالة تقدم كبير شهدته المجتمعات المصرية القديمة ذاتها بما فيها خدمات طبخ مبتكرة وغيرها الكثير ممّا ترتبط ارتباط وثيق بمفهوم الطاقة المؤازر بيولوجيًا اجتماعيًا اقتصادياً وعسكريًا بطبيعتها...كل هذا رهنٌ اعتبار قوة نار الأمس مصدر إلهام اليوم وغداً بلا شك!

التعليقات