الكواكب في نظامنا الشمسي هي أجرام سماوية متنوعة ومتعددة الأوجه، كل منها يحمل تركيبة فريدة تتأثر بتاريخ خلقه وعمليات التطور التي مر بها بعد تشكيل النظام الشمسي منذ حوالي 4.6 مليار سنة. هذه البنية المعقدة للكوكب تنقسم عادة إلى ثلاثة أقسام رئيسية: النواة الصلبة أو الصهارية، الغلاف الأرضي أو mantle، والقشرة الخارجية الرقيقة.
النواة المركزية لكوكب مثل الأرض، مثلاً، قد تكون مصنوعة بشكل أساسي من الحديد والنيكل مع كميات قليلة جداً من العناصر الأخرى. تحت ضغط هائل وحرارة عالية، يمكن لهذه المواد أن تصبح سائلة وتشكل نواة صهارية عميقة داخل الكوكب. هذا الجزء الداخلي المسخن بدرجة حرارة تقارب ألف درجة مئوية يلعب دوراً أساسياً في الجاذبية المغناطيسية للأرض ويؤثر أيضاً على حركة الصفائح التكتونية سطحياً.
الغلاف الأرضي يقع فوق النواة مباشرة وهو عبارة عن طبقة سميكة نسبياً تمتد لأكثر من نصف قطر الكوكب تقريباً. إنه مكان ذو كثافة متوسطة ومكون بشكل كبير من السيليكات والمعادن الثقيلة مثل المغنسيوم والألومنيوم والسيزيوم. ضمن الغلاف الأرضي يحدث العديد من العمليات الهامة بما فيها التحرك التدريجي للمواد نحو القشرة بسبب الاحتراق الإشعاعي للنواتين المشعة المحاطتين بالنواة الرئيسية.
القشرة الخارجية رقيقة نسبيًا مقارنة بالجزء الأكبر من الكوكب وهي المنطقة الأكثر قرباً لنا ولديها أهمية كبيرة بالنسبة للحياة كما نعرفها اليوم. مصنوعة أساسا من أكاسيد السيليكا والصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم وغيرها من العناصر الخفيفة. تنتمي معظم الحياة الموجودة على كوكب الأرض الى هذه القشرة الخارجية وهذه الطبقة أيضًا مسؤولة عن البيئات المتنوعة والأحوال الجوية التي نعتمد عليها هنا على الأرض.
بالإضافة إلى التركيب الداخلي، فإن غلاف الكوكب الخارجي يشكل جزء مهم آخر من هويته. يُطلق عليه اسم "الأجواء"، ويتضمن الغازات المختلفة المرتفعة فوق سطح الكوكب والتي تحدده الملامح المناخية له. بعض الكواكب ذات جو قوي ودافئ بينما البعض الآخر بدون جو قابل للعيش فيه. حتى أنه هناك كواكب غير قادرة على احتفاظ بجيوستها الخاصة وقد فقدتها عبر التاريخ المبكر لنظامنا الشمسي تمامًا نتيجة لعدم قدرتها على الحفاظ عليها بموجات الرياح الشمسية الشديدة.
إذاً، عند دراسة تكوين واستقرار الكوكب، ينبغي النظر ليس فقط إلى ما يوجد داخله ولكنه كذلك كيف يتمتع بالتوازن بين مختلف المكونات وضغوط الفضاء الخارجي وظروف وجود غلافه الجوي. إن معرفتنا بكيفية عمل هذه المنظومة المعقدة تساهم في فهمنا الواسع لعلم الفلك وعلم الكونيات وكيف نشأت حياة البشر نفسها ربما على أرضنا الجميلة!