تعدُّ وظيفة القلب واحدةً من أكثر الوظائف أهمية في كياناتنا البيولوجية؛ فهو المحرك الرئيسي لنظام الدورة الدموية المسؤول عن تزويد كل خلية وانسجة الجسم بالكميات اللازمة من الأكسجين والمواد المغذية. يعمل هذا العضو القوي بطريقة متناسقة ومتزامنة بشكل مذهل لتحقيق توازن حمضي أساسي هائل داخل نظامنا الداخلي المعقد. سنتعمق هنا لتوضيح مختلف الأدوار التي يقوم بها قلب الإنسان وكيف يساهم ذلك كله في إبقاء الحياة تنبض بالحركة والصحة.
أولاً وقبل كل شيء، يعتبر الفعل الأساسي للقلب هو ضخ الدم عبر شبكة شرايين وعروق واسعة النطاق ضمن الجسد البشري. يؤدي الانقباض والإرخاء المنتظم لأجزائه المختلفة -الغرفة اليمنى المتخصصة والفصيلة اليسرى- إلى تحريك تلك السوائل الحمراء الغنية بالأكسجين حول الجزء الخارجي والعلوي للجسم بينما تسحب الأجزاء السفلى والأدنى منها الخلايا الفقيرة بهذا العنصر الحيوي نحو الرئتين لإعادة شحنها قبل بدء دورة جديدة. تعد هذه العملية ضرورية للحفاظ على صحة الأعضاء الرئيسية ونقل الرسائل بين مناطق مختلفة ضمن الجهاز العصبي المركزي.
ثانياً، يلعب القلب دورًا رئيسيًا في تنظيم درجة حرارة الجسم والحفاظ عليها ثابتة نسبياً رغم تقلبات الطقس الخارجية. بالإضافة لذلك، فهو مركز لشبكات إشارات معقدة تسمح للخلايا بالتواصل وتبادل البيانات فيما بينها بفعالية عالية للغاية! كما يساعد أيضًا في التحكم بمستويات الضغط وذلك بسبب قدرته الطبيعية على ضبط كمية الدم المنبعثة منه حسب حاجات الظروف الصحية آنذاك. وبالتالي يعد عدم انتظام نبضات القلب أمر خطير للغاية وقد يشير لمشاكل صحية جسيمة تحتاج تدخل طبّي فوري لحلها ومعالجتها لمنع مضاعفات محتملة لاحقا.
وفي النهاية، يستحق القلب تقديرا خاصا لما يقوم به لنا وللحياة نفسها إذ أنه مركز قوة وحضور حيوي غالبٌ لكل ما يحدث داخليا وخارجيا بالنسبة للإنسان. إن فهم طبيعة عمله وأدواره يبقى أمرا أساسيا لفهم أجسامنا جيدا واتخاذ قراراتها الصحية المناسبة بناء عليه وعلى نتائج التشخيص المبكر لأي اختلال قد ينتاب قلوبنا الجميلة تلك والتي تستحق بالفعل وصف "الشغالة الدؤوبة".