تعود جذور فكرة التصوير الفوتوغرافي، التي تتجسد اليوم في الكاميرات الحديثة المتقدمة، إلى غياهب التاريخ البعيد. يعكس هذا الاختراع العبقري طموح البشر منذ القدم لتسجيل اللحظات الثمينة وتخليدها عبر الزمن. لنستعرض معاً الرحلة الطويلة والمذهلة لابتكار هذه الأداة الرائعة، والتي غيرت وجه الفن والتاريخ بشكل جذري.
يعود أول ظهور لحلقة الوصل بين الضوء والحبر على الورق - وهي جوهر عملية أخذ الصور الأولى - إلى القرن الرابع قبل الميلاد، عندما لاحظ الفيزيائي اليوناني الشهير بطليموس ظاهرة تسمى "التآثير الطباعي" عند تعرض بعض المواد الحساسة للضوء. ولكن لم تكن هناك محاولات جادة لاستخدام هذه الظاهرة حتى عصر النهضة الأوروبية في القرن الخامس عشر.
أحد أهم الشخصيات التي مهدت الطريق نحو الكاميرا هو العالم الإيطالي ليوناردو دا فينشي. رغم عدم تسجيل اسمه كمحسن رئيسي للكاميرا كما نعرفها الآن، إلا أنه كان سباقا باختبار أفكار حول آلية عمل العين البشرية وأثر ذلك على كيفية نقل الصورة المرئية. كانت رسوماته المبهرة للأدوات البصرية المبنية على نظريات بصره دليلًا قويًا على تفكير عميق في طبيعة المنظر الطبيعي ونقل صورته بدقة.
وفي عام ١٤٨٥, قدم عالم الفلك الألماني روجر باكستون تصميم أول كاميرا مظلمة بسيطة مكونة فقط من صندوق صغير يُترك مصباحه مفتوح ويُوجه نحوة مصدر ضوء خارجي مما يؤدي لعرض صورة مقلوبة ومقلصة للمشهد أمام فتحة صغيرة داخل الصندوق على صفحته الداخلية. أصبح هذا الجهاز الأساسي أساس العديد من التجارب المستقبلية لإنتاج صورة ثابتة بالحبر بعد تعريض ورق حساس للضوء عبر هذه الفتحة الصغيرة المدعومة بتصميمات عدسات معمارية أكثر تطوراً.
كان الفرنسي جان بيرو دو فوجر أشهر المخترعين الذين نجحوا في تصحيح عيوب الكاميرا السابقة بإضافة طبقات حساسة للضوء فوق سطح قطعة زجاج توضع أسفل العدسة الرئيسية وهذا جعل النتيجة النهائية أقرب بكثير لما نراه بالعين المجردة بدون انعكاس؛ وبذلك انتقلت الأفكار النظرية نحو التطبيق العملي وكان ذلك نقله نوعيه هامه للإبداع الإنساني آنذاك.
بينما واصل فرانسيسكو لويس دازي وجان باتيست جريسون العمل لتحسين أداء وسرعات التعرض باستخدام مواد كيماوية مبتكرة ومعالجة الصور بشكل جديد اعتمدوا فيها استخدام الأحبار الملونة وليس البيضاء فقط وذلك بحلول نهاية القرن الثامن عشر تقريبًا ، فقد شهد المجتمع العلمي منظرا مختلف تماما عن سابقيه معتمدة علي قواعد علمية مبنية علي التجربة والاستنتاج وقد سميت تلك العملية باسم الداجيروتريب وهو الاساس الذي بنيت عليه طرق الطباعة الحديثه مستقبلا .
استمر البحث العلمي بلا كلل وساهم جوزيف نيبتونيه عام ١٨٣٩ بفكر جديد يغير مجرى التاريخ اذ اخترع طريقة جديدة لاعطاء الصور ثلاثيه ابعاد باستخدام عدة صفحات مرقطه ملونه تضفى مزيدا من الواقعيه للحقيقه المصورة تاركا لنا ارثا فنيا وغنى ثقافيا متفرد ينعم فيه العالم حالياً بجلاله فناً وثراءً معرفياً يفوق وصف القلم حقائق تبقى شاهده لأجياله المقبلة وستظل محفوره ضمن سجلات تقدم الانسان وتطور حضارته عبر عقود مضت وانطلاقا منها ارتقت الشعوب نحو سنن كهذه المناسبات التأسیسية المؤثرة علی مسيرة الرقى الإنسانية العالمية الواعدة بمزيد من الاكتشاف والإنجازات اتجاه الافق الاعلامي الآتي واستخدامه المعاصر واسلوب الحياة الحالي المنتشر بشرائحه المتنوعة تقدماً صحبة ذالك الغرس المعرفی القدیم الراسخ اجدادنا سابقا