يُعرف كوكب المريخ غالبًا باسم "الكوكب الأحمر"، وهو الاسم الذي يعود تاريخه إلى العصور القديمة عندما لاحظ الناس لون سطحه المتوهج أثناء مرور النجوم عبر السماء الليلية. هذا اللون الفريد ينتج بشكل أساسي بسبب وجود أكسيد الحديد الثنائي ("Fe2O3") - وهي مادة تعرف باسم الهيماتيت - والتي تغطي جزءاً كبيراً من مساحة الكوكب. هذه المادة هي التي تعطي التربة والمياه الجوفية على المريخ ذلك الطابع المحمر الواضح.
في حين أن العديد من الأجرام الفلكية الأخرى قد تحتوي على كميات صغيرة من المعادن المؤكسدة، فإن التركيز الكبير للحديد الثلاثي أكسد على سطح المريخ يجعله أكثر ظهوراً وأكثر تميزاً. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الغلاف الجوي الرقيق للمريخ أيضاً في تدوير الضوء نحو الجزء الشمالي من الكوكب خلال النهار، مما يؤدي إلى زيادة ظهور اللون الأحمر.
من الناحية التاريخية، كان العرب أول من استخدم مصطلح "النار الصغرى" للإشارة إلى المريخ، مشيرين بذلك إلى لمعانه الشديد وظاهره الأحمر الدائم تقريبًا. مع تقديم علم الفلك الحديث، أصبح فهم سبب هذا اللون واضحا أكثر فأكثر. اليوم، يُعتبر المريخ رمزا للقوة والإصرار، ليس فقط بسبب ألوانه الاستثنائية ولكن أيضا بسبب الظروف البيئية القاسية التي تعتبر مشابهة لتلك الموجودة على الأرض منذ مليارات السنوات.