تعد العناصر القلوية مجموعة مهمة في الجدول الدوري، وتتميز باثنتي عشرة عنصرًا ذائبة قابلة للاشتعال بشكل طبيعي عند تعرضها للهواء الجوي. هذه العناصر موجودة في الجزء الأيسر السفلي من الجدول الدورى، وهي تشمل البوتاسيوم (K) والصوديوم (Na) وحتى الليثيوم (Li). تمتلك هذه العناصر خواص كيميائية مميزة جعلتها ذات أهمية كبيرة في العديد من المجالات الصناعية والعلمية.
يتمتع جميع عناصر المجموعة الأولى إلكترون واحد فقط في غلافها الخارجي، مما يجعلها شديدة النشاط الكيميائي بطبيعتها. يميل هذا الغلاف الواحد إلى التحلل بسرعة لتكوين روابط مع نظائر أخرى، وهو ما يفسر عدوانيتها تجاه الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون والأكسجين. نتيجة لذلك، تُستخدَم عادةً في شكل مركبات بدلاً من الشكل الحر بسبب خطر التعرض لردود فعل كارثية عند مواجهتها بالماء أو مواد عضوية.
واحدة من الأمثلة البارزة لعناصر قلوية هي الصوديوم، والذي يُستخدم على نطاق واسع لإنتاج الصابون والمطهرات ومواد التشحيم. كما يدخل أيضًا كمكون أساسي في إنتاج الفولاذ والمعادن الأخرى عبر عملية الكهربوليس الكهربائية المعروفة باسم "عملية هالد". بالإضافة إلى ذلك، تلعب أملاح الصوديوم دورًا حيويًا في تنظيم ضغط الدم والحفاظ على سوائل الجسم وفقا لما تنصح به منظمة الصحة العالمية.
وعلى نحو مشابه، يتمتع البوتاسيوم بتطبيقات متعددة نظرًا للدور الحيوي المرتبط بكافة خلايا جسم الإنسان والتي تحتاج إليه للحفاظ على توازن السوائل داخل الخلايا وخارجها. علاوة على ذلك، له قدرة فائقة على زيادة توصيل الأعصاب وبالتالي يشكل جزء هام لأداء وظائف الجهاز العصبي بصورة مثالية. ولذلك يستخدم البوتاسيوم أيضا كمصدر غذائي رئيسي ضمن نظام تغذية الرياضيين المحترفين وكبار السن الذين قد يعانون من نقص في مستواه الطبيعي للجسم.
في مجال الزراعة والتغذية النباتية، يعد الليثيوم أحد العناصر الحيوية التي تساعد على تعزيز نمو وصحة النباتات بشكل عام؛ فهو يعمل كتوازن صحي بين حامضية التربة وأنواع مختلفة من الفيتامينات الضرورية لهذه العملية البيولوجية الهامة. ويُعتقد حتى أنه يلعب دورا مباشرا في تحسين نوعيته المنتجة للأطعمة المختلفة خاصة تلك المعتمدة أساسا علي مدخلات زراعية خضراء صحية مثل الخضر والفواكه الطازجة وغيرها الكثير حسب الدراسات الحديثة حول الموضوع نفسه.
وبالرغم من كل هذه الفوائد العديدة إلا انه ينبغي التنبيه بأن استخدام ومعالجة عناصر القلويات تتطلب مستوى عالٍ جداً من الاحتراف والإجراءات الأمنية اللازمة تفادياً للتفاعلات الخطيرة المحتملة حال عدم اتباع الإرشادات المناسبة للاستعمال الآمن والسليم لها بناءاً علي المقاييس العلميه المتعارف عليها عالميًا بهذا السياق العملي الخاص بهم .
